سرت شائعات في المنطقة عن وجود عناصر من حزب الله في المبنى المستهدف (مايز عبيد)
في ساعات الصباح الأولى من اليوم الثلاثاء، وصلت فريال حرب من منطقة الكورة حيث تقطن، إلى منزل زوجها حسين هاشم في بلدة عين يعقوب في عكار. وقعُ خبر الغارة الإسرائيلية على البلدة ليل أمس، كان قاسيًا عليها بالطبع. تعبر عنها دموع الحزن والأسى التي ذرفتها تلقائياً. أما بكاء أفراد عائلتها فكان كفيلاً بتظهير حجم الحزن الذي يعتصر قلب هذه السيّدة التي فقدت أشخاصاً بين إخوة وأولاد أخوة وأقارب، هربوا من جحيم الحرب في الجنوب إلى دارة قريبتهم في عكار، علّهم يجدون الأمان المفقود في مناطقهم.
تضارب معلومات وشائعات
هي المرّة الأولى التي تُستهدف عكار بغارة إسرائيلية عنيفة على منزلٍ مؤلّف من طابقين في بلدة "عين يعقوب" في منطقة "الجومة"، مما أدى إلى سقوط ضحايا بين شهداء ومفقودين تحت الأنقاض. والمرة الثانية التي يتم فيها استهداف المحافظة الشمالية النائية، بعد نحو عشرة أيامٍ تقريبًا على استهداف جسرٍ بين لبنان وسوريا في منطقة "جبل أكروم".
استهداف ليل أمس حصل عند الساعة الحادية عشرة، من مسيّرة قصفت مبنى تعود ملكيته إلى حسين هاشم المتزوّج من سيدة جنوبية من آل حرب. مشاهد فظيعة من الدمار والخراب خلّفتها غارة الأمس على منطقة اعتُبرت آمنة منذ بداية حرب المشاغلة وإسناد غزة التي أعلنها حزب الله في الثامن من أكتوبر الماضي وبعدها، وفي أثناء توسّع المعارك في 17 أيلول الماضي.
وفق معلومات "المدن" فأنّ أقارب زوجة حسين هاشم، فريال حرب، وصلوا من بلدة "عربصاليم" - الجنوبية إلى عكار، منذ قرابة الشهرين؛ أي لحظة توسّع العدوان الإسرائيلي على لبنان في 17 أيلول الماضي. عددهم 26 نازحاً أقاموا في المنزل المستهدف، بالإضافة إلى عائلة سورية مؤلفة من 5 أشخاص، وكانت تسكن الطابق السفلي للمنزل الذي سُوّي بالأرض.
الحصيلة شبه النهائية للغارة 16 شهيداً من عائلات النازحين من آل حرب وشرارة وشقير، إضافة إلى أكثر من 10 جرحى، وعدد من المفقودين. فجهود الإنقاذ ورفع الأنقاض ما زالت مستمرة منذ مساء أمس ولغاية اليوم.
وتضاربت الأنباء والمعلومات المتداولة في المنطقة حول هويّة المستهدفين والجهة السياسية التي ينتمون إليها. فقد تم التداول بوجود عناصر تابعين لحزب الله في المبنى المستهدف، هم على صلة بتوزيع المساعدات على مراكز الإيواء في عكار. وهذا ما تنفيه العائلة التي تستضيف النازحين، وتضع الشائعات المتداولة في خانة تبرير الاعتداء الإسرائيلي على نازحين هاربين من قسوة الحرب.
ليلة رعب في عكار
ليلةٌ قاسية بالطبع، عاشتها عكار، كثُرت فيها الأقاويل والتحليلات والشائعات. تحدث البعض عن استهدافين وغارتين واحدة على منزل وأخرى على سيارة بالقرب من مدرسة عين يعقوب، ليتبيّن لاحقاً عدم صحة هذه الرواية. ومن الجدير بالذكر أنّ الجيش اللبناني ضرب طوقاً أمنياً حول مكان الاستهداف، فيما ضحايا غارة (عين يعقوب) كانوا قد نُقلوا عبر الصليب الأحمر اللبناني إلى مستشفيات عبدالله الراسي - حلبا الحكومي وخلف الحبتور حرار، وشوهدت جثث متفحّمة وأشلاء لجثث وضعها عناصر الصليب الأحمر في أكياس خاصة.
المشاهدات والصور كانت صادمة ومرعبة، لم يعتد عليها أهالي عكار ومنطقة عين يعقوب، لاسيما وأن عكار كانت تعدّ منطقة آمنة من الحرب كما أسلفنا. أهالي عين يعقوب والجوار تحدّثوا عن لحظات من الرعب عاشوها ليل أمس. يقول المواطن حسين السحمراني الذي يقطن في منزلٍ مجاور للمنزل المستهدف لـ"المدن": "كنت أقوم بتشعيل المدفئة في منزلي، وإذا بصوت شخيرٍ امتدّ ضخم للحظة، وبعده سمعنا صوت انفجار ضخم وهائل هزّ بيتنا والبيوت الأخرى في المحيط، ووصل صداهُ إلى كل البلدات والقرى المجاورة تقريبًا.. خرجنا لنرى ماذا حصل وإذا بنا نرى الضربة عند بيت جيراننا والدمار في كل مكان.. إنها أوقاتٌ مرعبة بالفعل ولحظات خوفٍ وهلع لا يمكن وصفها".
انتهى ليل الإثنين على مآسٍ ومخاوف والكثير من الأضرار في المباني المجاورة للمبنى المستهدف بالمسيّرة أيضًا. إنها مشاهد محزنة ومخيفة، لا يتمنى أهالي عكار أن تتكرر، في منطقة تعيش الكثير من الضغوط والأزمات على كافة الصُّعد.
تعليقات: