إخلاء فندق ستار الذي لجأ اليه نازحون في شارع الحمرا
سماحتكم،
اني لست خبيرا عسكريا ولا استراتيجيا ولا محللًا سياسياً، إنما ارى الواقع كما هو ، وقد اكون مصيبا في مكان ما وقد اكون مخطئًا في امكان آخر ورؤيتي ان قرانا دمرت وبلداتنا ومدننا .. والضاحية الجنوبية العاصمة الاقتصادية قد دمروها ولم يؤلمنا ، لأن هذا الدمار الذي نراه من حجر وشجر لا يساوي نقطة دم من شهيد دافع عن تراب الوطن ، ودافع عن السيادة ودافع عن عزتنا وكرامتنا وعن شرفنا وعن عرضنا ، ومنهم من يدافع وينتظر الشهادة مقاتلاً صامدًا في وجه عدو مجرم تؤيده اغلب الحكومات الغربية المناهضة للشعوب المستضعفة. والمقاتل واقف شامخا في وجه العدو رافعا رأس لبنان الحر عالياً قائلًا السنا على حق، إذًا ، لا نبالي .. (كربلائي).
سماحتكم ، النزوح والتهجير والاضطهاد ليس بجديد علينا وسماحتهم ادرى واعلم بمسيرتنا منذ عهد الرسول (ص) وحتى الآن ، نساؤنا واطفالنا ومرضانا ليس بأفضل من نساء النبي وآل بيته ، اسرهم نزوحهم تهجيرهم من كربلاء الى الشام ، ونزحنا مرات ومرات منذ قيام الكيان الهزيل ما يسمى بدولة إسرائيل ، كذلك هذا لا يؤلمنا.
سماحتكم الذي يؤلمنا ثلاثة اشياء..
1- الذي يؤلمنا استهدافكم فقط المواقع العسكرية التي لا تؤذي نتنياهو لأن حكومات الغرب تعوض خسائره من العدة والعتاد ثلاثة اضعاف ، الذي يؤذي نتنياهو معادلة تل ابيب بالضاحية ، حيفا بالنبطية ، عكا بصور ، نهاريا وطبرية ببعلبك والمستوطنات في القدس والضفة الغربية بالمدن والبلدات والقرى ،ونحن على يقين بان صواريخ المقاومة تطال كل ارض فلسطين ، ونحن على يقين انه لو فعلتم ذلك إن نتنياهو لن يبق يومين في السلطة من شعبه .
2- الذي يؤلمنا موقف حكومتنا من النازحين حيث لم تقم بدورها ولو بقليل من الواجب تجاه مواطنيها بل على العكس قامت بإخلاء بعض المدارس منهم ، والذي يؤلمنا قائد امني أصدر اوامره الى فرقة مكافحة الشغب باخلاء مبنى من النازحين ، ربما هذاالمبنى الى متنفذ او الى راشي والفرقة بلا إنسانية بطشت بالنازحين واشبعنهم ضرباً وركلاً حتى سالت دماؤهم .
وهؤلاء النازحون هم اطفال وامهات واخوات وأهالي فقدوا بيوتهم وأبناءهم دفاعا عن الوطن وعن شرف وعرض هذا القائد عندما تخاذل وفرقته عن آداء الواجب.
3- الذي يؤلمنا خروج البعض، بمن فيهم رجل دين يمثل السيد المسيح عليه السلام رسول المحبة والسلام والإنسانية ويمثل الطهر سيدتنا مريم العذراء ، خرج ليقول حرروا المدارس من الاحتلال ، ضارباً عرض الحائط اقوال السيد المسيح عليه السلام مستبدلًا المحبة بالكره والإنسانية بالحقد وطهارة سيدتنا مريم بالنجاسة.
عجيب امر هذا الرجل ، لم نسمع له صوتاً مطالبا بتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر والقرى السبع ، بل على العكس طالب مراراً وتكراراً بعودة العملاء بدون محاكمة ، تحركاته كلها ضد الوطن ولصالح العدو .
هؤلاء الذين يطالب تحرير المدارس منهم هم ابناء من حرر الكنائس (بيوت الله) في سوريا والعراق بعد ان دنس طهارتها الارهابيين، وهم من قدم التحية للسيدة العذراء سلام الله عليها ، ورجل الدين هذا صم بكم عمي ، حرروا الكنائس لان الظلم قد وقع على سيدنا المسيح عليه السلام وعلى سيدتنا مريم عليهاالسلام ، حرروها ولا يريدون جزاء ولا شكرا مقابل واجبهم الشرعي نصرة المظلوم .
سماحة الشيخ ،
صحيح انهم يتألمون كمًا نتألم ولكن المنا اكثر ، ألما لأننا لم ندمر لهم المدن ولم نقتل لهم المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ كما فعلوا ويفعلون.
الحاج صبحي القاعوري
تعليقات: