قتال ضار جنوباً وسرب مسيرات على الإسرائيليين في الخيام

غارة عنيفة على الشياح ما أدى إلى تدمير مبنى شمص بأكمله (علي علوش)
غارة عنيفة على الشياح ما أدى إلى تدمير مبنى شمص بأكمله (علي علوش)


معاركٌ محتدمة تلك الّتي تشهدها محاور التوغّل البريّ. وأفادت تقارير ميدانيّة عن اشتباكاتٍ عنيفة بين حزب الله والقوّات الإسرائيليّة المتوغّلة حتّى تخوم الخيام، حيث قام حزب الله باستهداف هذه القوّات بضرباتٍ صاروخيّة عدّة، فضلًا عن هجومٍ جويّ بالمسيّرات الانقضاضيّة الّتي استهدفت تجمعات للقوات الإسرائيلية. وذكر إعلام حزب الله أن "المقاومة شنّت هجوماً نوعياً بـ 28 مسيّرة استهدفت قوات معادية في أكثر من حي داخل مدينة الخيام وعلى اطرافها" كما أعلن حزب الله عن "هجوم جوي بسرب من المسيّرات على المقر الإداري لقيادة لواء غولاني في قاعدة شراغا شمالي عكا للمرة الثانية".

وفي ساعات متقدمة، مساء، أعلن عن معارك طاحنة في الخيام من مسافة صفر، تزامناً مع قصف مدفعي حيث وصلت القوات الإسرائيلية إلى وسط البلدة.

وفي بيان رقمه 36 صدر عن "المقاومة الإسلامية" حول سير المعارك المحتدمة جنوباً قال حزب الله: "يخوض مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع قوات جيش العدو الإسرائيلي في بلدة الجبين، مساء اليوم الجمعة، استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل".

ورصد تحليق لمروحيات الإسرائيلية في أجواء كريات شمونة و المستعمرات المحيطة مقابل مناطق المواجهات في الخيام ومحيطها.

وعند منتصف ليل الجمعة-السبت، وجّه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، انذاراً بالاخلاء الى سكان حارة حريك والغبيري في الضاحية الجنوبية، ليشن الطيران الإسرائيلي بعدها أولى غاراته عند منتصف الليل في منطقة الغبيري. وتواصلت بعدها الغارات الإسرائيلية، لتطال المباني المذكورة على خارطة الاستهداف الحمراء.

وأُفيد أنّ احدى الغارات استهدفت محيط الشياح خلف مبنى قرض الحسن، إضافة إلى غارة على بئر العبد. وكذلك أغار الطيران الحربي الإسرائيلي مستهدفاً محيط دوار شاتيلا لجهة الغبيري.


الجبهة المحتدمة

وكانت الجبهة الجنوبيّة شهدت تطوراتٍ ميدانيّة خطيرة، على وقع توغّل الجيش الإسرائيليّ في بلدة دير ميماس، بعدما قامت قوة مؤللة من الجيش الإسرائيلي بنصب حاجزٍ عند مفرق البلدة. بالتزامن نفذ حزب الله سلسلة من العمليات المصنفة بـ"النوعية" مستهدفًا مستوطنات في العمق الإسرائيليّ وقواعد عسكرية، أبرزها قاعدة حيفا التقنية، والتي تتبع لسلاح الجو الإسرائيلي، وتضم كليّة تدريب لإعداد تقنيي سلاح الجو. تصعيد من الطرفين، على وقع الغارات العنيفة التي شنّها الطيران الحربي الإسرائيلي على الضاحية والجنوب، مما أدى إلى استشهاد مواطنين بينهم 5 مسعفين.

وفي دير ميماس، فصلت السواتر التي نصبها الجيش الإسرائيلي على مفرق البلدة الغربي المعروف بمحطة مرقص، مرجعيون عن النبطية، بعدما قامت قوة إسرائيلية بالتمركز عند تلة لوبية الواقعة في خراج القليعة. وقطعت القوة الإسرائيلية الطريق بواسطة جرافة ودبابة. ولاحقاً قام الجيش اللبناني باقفال خط السير بين النبطية ومرجعيون عبر حاجز الخردلي بعد تقدّم قوات إسرائيلية إلى الطريق بين دير ميماس والقليعة بدبابات الميركافا وسط الطريق.

ولاحقاً أعلن حزب الله أنّه قام بعد ظهر اليوم الجمعة، باستهداف تجمعاً لقوات الجيش الإسرائيلي عند مثلث دير ميماس، باستخدام قذائف المدفعية.


غارات عنيفة

ومساء، شنّ الجيش الإسرائيليّ غارةً جويّة عنيفة، استهدفت منزل مدير مستشفى دار الأمل الجامعيّ في منطقة دورس، الواقع في محيط المستشفى مما أدّى إلى سقوط عددٍ من الشهداء ومنهم مدير المستشفى علي علام وإصابة العشرات، متسببةً بحالةٍ من الهلع في المستشفى الذي لا يزال مأهولًا.

توازياً، يستمر الطيران الإسرائيلي بشن غارات على مناطق متفرقة في الجنوب، والضاحية الجنوبية. وبعد تهديد وجهه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي لمنطقة الشياح، شنّ الطيران غارة عنيفة مستهدفاً مبنى على طريق صيدا القديمة، مما أدى إلى تدمير سنتر شمص مقابل "بيروت مول" بالكامل. وذلك بعد موجة عنيفة من الغارات طالت الضاحية الجنوبية صباحاً. يُذكر أنّ منطقة عين الرمانة شهدت حركة نزوح ملحوظة بعد التهديد الاسرائيلي باستهداف مبنى يقع على أطرافها.


ولاحقاً، وجه أدرعي تهديداً جديداً لسكان مناطق الغبيري والحدث وحارة حريك.

وبعد التهديد قام مواطنون كانوا داخل "السيتي سنتر" بالمُغادرة على الفور، وخصوصاً أنّ احد المباني المهددة تقع على مقربة من المتجر.وقبل قليل أغار الطيران الإسرائيلي مستهدفا منطقة غاليري سمعان.

وفي جولةٍ ثالثة، شهدت الضاحيّة الجنوبية لبيروت عصر اليوم سلسلةً مكثفة من الغارات، استهدفت مناطق جديدة عند تخوم الضاحية، من بينها الحدث، حارة حريك، والشياح. أسفرت الغارات عن اندلاع حرائق ضخمة، وانهيار مبانٍ، ودمار واسع في المحال التجارية والطرقات، وسط حالة من التوتر والترقب في المنطقة. وجاءت الغارات بعد تهديدات أطلقها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.

واستهدفت الغارات أربع مناطق رئيسية، بينها غاليري سمعان، الشياح، وبئر العبد، وصولًا إلى محيط الجامعة اللبنانية في الحدث، حيث تصاعدت أعمدة الدخان بشكل كثيف. اللافت أن الغارات طالت مناطق جغرافية جديدة، مثل محيط عين الرمانة.


استشهاد مسعفين

وفي الجنوب، استشهد ثلاثة مسعفين جراء غارة استهدفت فريقاً تابعا لجمعية الهيئة الصحية الإسلامية - الدفاع المدني في القطراني – قضاء جزين. وبعد استهداف سيارة اسعاف تابعة للهيئة الصحية الاسلامية عند مفرق دير قانون رأس العين، سقط شهيدان.

كما أغار طيران إسرائيلي بثلاثة صواريخ بين القطراني وشبيل بمحاذاة الخط العام، مما أدى إلى انقطاع التيار عن بلدات القطراني وداريا وشبيل والسريرة. وأصاب صاروخ حسينية شبيل.

وتعرضت بلدة أرنون لقصف مدفعي اسرائيلي مركز. وفي النبطية، نفذت مسيّرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجه على أطراف بلدة صير الغربية، تزامناً مع غارات طالت بلدات الحوش، الخيام، المنصوري، كفرحونة، عين بعال، كفرتبنيت، الغازية، الحوش، السماعية، زوطر الشرقية، وغارة استهدفت المنطقة بين بلدتي القصيبة وقاقعية الجسر.

وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي إن الجيش نفذ سلسلة غارات إضافية خلال ساعات في منطقة صور جنوب لبنان، زاعماً أن "منطقة مدينة صور مركز ثقل هام لمنظمة حزب الله ووحدة عزيز، التي تُدار منها أنشطة ضد دولة إسرائيل والجيش الاسرائيلي".

وبالمدفعية، استهدف الجيش الإسرائيلي المنطقة الواقعة بين بلدتي البستان ومروحين، وخراج بلدة السريرة وشبيل بمنطقة جزين.

ومنذ الصباح لم تتوقف الغارات على الخيام، واستهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي أنحاء البلدة بالقذائف الثقيلة. كما يقوم جنود الجيش الإسرائيلي بعمليات تفخيخ وتفجير للمنازل والمباني في البلدة، بالتزامن مع رشقات رشاشة كثيفة.


تقرير وزراة الصحة

وحسب التقرير الأسبوعي الذي وزعه منسق لجنة الطوارئ الحكومية وزير البيئة ناصر ياسين، حول الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والوضع الراهن، فقد تم تسجيل 134 غارة جوية وقصف على مناطق مختلفة من لبنان، خلال ال 24 ساعة الماضية، بمعظمها في الجنوب (54 غارة) النبطية (48 غارة) وبعلبك الهرمل (17 غارة) وجبل لبنان (15غارة) ليصل العدد الإجمالي للاعتداءات منذ بداية العدوان إلى 13976 إعتداء.

وفي حصيلة وزارة وزارة الصحة لل 24 ساعة الماضية فقد تم تسجيل 59 ضحية و112 جريحاً ليرتفع العدد الإجمالي منذ بدء الاحداث إلى 3642 ضحية و15356 جريحاً.


بيان اليونيفيل

وتعليقا ًعلى حادثة اصابة 4 جنود من قوت حفظ السلام في منطقة شمع، أشارت اليونيفيل في بيان، إلى أنه "في وقت سابق من اليوم، أصاب صاروخان من عيار 122 ملم مقر قيادة القطاع الغربي في شمع، مما أدى إلى جرح أربعة جنود حفظ سلام ايطاليين". وأضاف البيان: "الصواريخ التي أطلقها على الأرجح حزب الله أو الجماعات التابعة له، أصابت ملجأ ومنطقة لوجستية تستخدمها الشرطة العسكرية الدولية، مما تسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية القريبة". ولفت البيان إلى أن هذا الهجوم، هو الثالث على قاعدة اليونيفيل في شمع خلال أسبوع.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، أن أربعة جنود إيطاليين أصيبوا بجروح طفيفة، واصفة هذه الهجمات بأنها "غير مقبولة".ورجحت الخارجية الإيطالية أن يكون حزب الله مسؤولاً عن هذا الهجوم.


عمليات الحزب

في المقابل، تبنى حزب الله "استهداف قواعد عسكرية إسرائيلية وتحركات جنود عند أطراف بلدات حدودية في جنوب لبنان، بينها منطقة الخيام، حيث هاجم الحزب 9 مرات على الأقل قوات إسرائيلية عند أطراف البلدة".

وأعلن حزب الله تصدي مقاتليه "لطائرة حربية إسرائيليّة مقابل مدينة صيدا، بالأسلحة المناسبة، وأجبروها على المغادرة". وكانت كذلك مدينة صفد في مرمى صواريخ حزب الله، حيث استهدفها مقاتلو الحزب بصلية صاروخية، وكذلك استهدف الحزب مستوطنة راموت نفتالي، بصليةٍ صاروخية.

من جهتها، أعلنت القناة 12 الإسرائيلية عن سقوط صاروخ أطلق من لبنان في منطقة مفتوحة وسط الجليل، وكانت قد أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية ان صفارات الإنذار تدوي في بلدات عدة بالجليل الغربي بعد رصد إطلاق صواريخ. وأطلق حزب الله رشقة صاروخيّة باتّجاه نهاريا وحيفا والجليلين الغربي والاعلى. وأصاب صاروخ أحد المباني في نهاريا بشكل مباشر، ونقلت صحيفة معاريف أنّ الصواريخ أدت إلى اصابة مصنع في نهاريا.


خرج في صندوق

على صعيد متصل، نشر الإعلام الحربي في حزب الله، الفاصل رقم 3 ضمن سلسلة "إنهم يألمون". ويعرض الفيديو معلومات عن الرقيب أول عومر موشيه غالدور، الذي دخل إلى لبنان وخرج منه بعد يوم واحد "في صندوق". وكان الجيش الإسرائيلي قد اعترف، قبل يومين، بمقتل الجندي في لواء "غولاني" عومر موشيه غالدور خلال المعارك في جنوب لبنان.

وواصل حزب الله استهداف تجمعات ومواقع للجيش الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية، معلنًا عبر سلسلة بيانات تنفيذ هجمات صاروخية على مستوطنات زرعيت، صفد، شوميرا، وقاعدة شراغا، التي تُعتبر المقر الإداري لقيادة لواء غولاني شمالي عكا. كما أشار إلى استهداف تجمع لقوات إسرائيلية عند مثلث دير ميماس للمرة الثانية مساءً بصليات صاروخية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض طائرة مسيرة أُطلقت من لبنان قبل اختراقها الأجواء الإسرائيلية، وأفاد بمقتل 83 جنديًا وضابطًا منذ بدء العمليات العسكرية، بينهم 60 خلال التصعيد الأخير. من جهتها أعلنت مصادر رسمية إسرائيلية عن إصابة 1000 عسكريّ إسرائيليّ منذ بداية العملية البريّة في جنوب لبنان.

تعليقات: