انتخب المجلس البلدي في مدينة النبطية خضر قديح رئيسًا خلفًا للشهيد الدكتور أحمد كحيل الذي استشهد في 16 تشرين الأول/أكتوبر الماضي في المجرزة التي ارتكبها العدو "الاسرائيلي" عندما دمرت طائراته الحربية مبنى البلدية، واستشهد 16 مواطنًا بينهم عضو المجلس البلدي صادق اسماعيل وعدد من الموظفين.
وعقدت جلسة الانتخاب في غرفة الكوارث في سرايا النبطية وهي الغرفة الوحيدة الصالحة في مبنى السرايا الذي تضرر بشكل كامل جراء استهدافه بغارة. وترأست محافظ النبطية هويدا الترك الجلسة بحضور 15 عضوًا من أصل 21، بعدما اعتذر عضو، واستشهد 3 أعضاء واستقال 2 منذ سنوات، وعلقت في القاعة صورة كبيرة للشهداء أعضاء المجلس البلدي أحمد كحيل وصادق اسماعيل ومحمد جابر.
وطلبت الترك بداية الوقوف دقيقة صمت حدادًا على أرواح شهداء العدوان "الاسرائيلي"، ثم تلت الدعوة لانتخاب الرئيس بغصة وتمالكت دموعها مع العديد من الأعضاء تأثرًا بغياب الأعضاء الشهداء، ليصار إلى انتخاب قديح رئيسًا للبلدية بالتزكية، وبقي محمد جميل جابر نائبًا للرئيس.
وتلت بعد ذلك الترك محضر الجلسة، وهنأت قديح بتسلمه رئاسة البلدية "على أمل أن تنهض النبطية بمجلسها البلدي ومؤسساتها سريعًا بعدما أراد العدو "الاسرائيلي" تحطيمها وتدميرها بغاراته المجرمة، ولكن الرد كان أسرع مما توقعه وخطط له هذا العدو، فها هي النبطية تنتخب رئيسًا لبلديتها، وها هي مؤسسات الدولة تواكب عودة الأهالي إلى منازلهم وممتلكاتهم".
بدوره اعتبر قديح أن "هذا التكليف وهذا الانتخاب ما هو إلا متابعة لهذه المسيرة، مسيرة العلم والمعرفة والنور، مسيرة البناء، ونحن اليوم سنكمل مسيرة الدكتور الشهيد أحمد كحيل بإعادة بناء مدينتنا النبطية، رغم العربدة ورغم الاجرام "الاسرائيلي" ورغم الدمار، ولكن نحن كطائر العنقاء نعود من تحت الرماد وسنكمل البناء وسنعيد النبطية أجمل مما كانت وأحسن مما كانت، على خطى الدكتور الشهيد أحمد كحيل والحاج صادق عيسى والحاج حمود، وجميع الشهداء في النبطية وكل المناطق، نعاهدهم أن نكمل هذه المسيرة بكل ما أوتينا من قوة، ونعد أهلنا بأننا سنعيد كل الخدمات ليصل كل شخص إلى منزله ويستقر بكرامة فيه".
تعليقات: