الحرب التي بدأتها ليس من المتوقع أن تنتهي بهذه السهولة (المدن)
كما فعلتها إسرائيل سابقاً بعد نهاية حرب الـ33 يوماً في تموز 2006، ها هي اليوم تمعن في خرقها لأي اتفاق يقضي باعلان وقف اطلاق النار على لبنان. لا مفاجأة بما تفعله إسرائيل، فالحرب التي بدأتها ليس من المتوقع أن تنتهي بهذه السهولة بتقديرات الإسرائيليين، وسط تساؤلات بشأن مدى صمود الاتفاق في ظل التصعيد، على الرغم من تأكيد الولايات المتحدة الأميركية بأن الاتفاق لا يزال قائمًا. وإذا ما إعتبرنا أنّ "الهدنة" على المحك، يبقى السؤال المطروح هل هذه الخروقات مرهونة اليوم بتشكل لجنة المراقبة الخماسية التي لم تبدأ عملها بعد، أم أنها مرتبطة بمهلة الـ60 يوماً، وبالداخل الإسرائيلي المتأزم والتعويل على أنّ إسرائيل ستمضي قدماً في ضرب حزب الله حتى النفس الأخير؟
وعليه، فهذه الخروقات كانت متوقعة. أميركا تعلم ذلك جيداً، وهو ما يفسر آلية التنسيق القائمة لحل مسألة الخروقات، بينما اللافت والذي يطرح علامات إستفهام كثيرة، هو سبب تأخير بدء عمل لجنة المراقبة، طالما انّ هذه الخروقات كانت لتشعل الجبهة من جديد بالأمس.
خروقات الـ2006
وإسرائيل تعلم ذلك أيضاً، مع قدرتها على التنفيذ واستمرار التهديد بالنار، وحكماً لن تمر فترة الـ60 يوماً بدون خرق يُذكر. وبالتالي لا عودة للحرب أقلّه في المنظور القريب، بما يشبه سيناريو حرب تموز 2006، إذ أنّ التاريخ يعيد نفسه. آنذاك سُجلت خروقات كثيرة منذ اليوم الأول لوقف الحرب على لبنان في 14 آب، نستعرض بعضا منها في السياق التالي:
ففي 14 آب، وبعد ساعات من بدء وقف اطلاق النار، أطلقت إسرائيل 4 قذائف هاون داخل جنوب لبنان. وفي اليوم الثاني أطلق الجنود الإسرائيليون النار على مقاتلين في حزب الله مما أسفر عن استشهاد 3 منهم.
إنزال بوداي
وفي 18 آب، أطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية أربعة صواريخ على مدينة بعلبك، فيما أطلق حزب الله 19 صاروخ كاتيوشا. وفي اليوم التالي، شنت إسرائيل غارة على سهل البقاع، زاعمة إنّها تهدف إلى تعطيل إمدادات الأسلحة إلى حزب الله من سوريا وإيران.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي في هذا اليوم عن مقتل أحد ضباطه وجرح جنديين أحدهما إصابته خطيرة في عملية إنزال نفذها جنودهم في قرية بوداي غرب بعلبك، بعدما أحبط حزب الله عملية الإنزال التي كانت تستهدف القيادي في الحزب محمد يزبك، بكمين نُصبه مقاتلو حزب الله للقوة الإسرائيلية، ودارت حينها اشتباكات عنيفة. وتدخل الطيران الحربي الإسرائيلي بقصف المنطقة لتغطية عملية سحب الجنود بالمروحيات.
انسحاب الجنود
وفي اول تشرين الاول 2006، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه قد أنهى انسحابه من جنوب لبنان. وحتى بعد الانسحاب استمرت الخروقات الإسرائيلية، وبعدها بثلاثة أيام، شنّت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية وهمية على النبطية والخيام ومرجعيون في جنوب لبنان، وبعد ذلك على إقليم التفاح ووادي البقاع الغربي. فهل ما يحصل إعادة تكرار لسيناريو الـ2006؟.
تعليقات: