عودة الجنوبيين معلّقة على حبال اتفاق وقف النار


يعاني نازحو القرى الحدودية من أزمات اجتماعية صعبة في أماكن نزوحهم. ورغم حجم المشاكل الاجتماعية الكبيرة التي يمرّون بها ولا سيّما في بلدات كفركلا، الخيام، العديسة، ميس الجبل وغيرها من القرى الملاصقة للشريط الحدودي، فإرادة أبناء الجنوب متماسكة وقوية في مواجهة التحديات ومشقّات الحياة والصمود، علماً أنّ نزوحهم هو الأخطر والأطول في حياتهم وتاريخهم. ويبقى الأمل بالعودة الكريمة والحياة الهادئة إلى ديارهم ومنازلهم المدمّرة هو المطلب الوحيد لأبناء القرى في قضاء مرجعيون.

في هذا السياق، أشار رئيس بلدية ميس الجبل عبد المنعم شقير إلى أنه “رغم المعاناة والوجع والدمار والتضحيات، ينتظر الأهالي بفارغ الصبر العودة إلى ديارهم ودخول الجيش اللبناني البطل وبسط سيطرته على الأرض وحماية الأهالي وانطلاق إعادة الإعمار بعد مسح الأضرار من قبل الدولة اللبنانية”. وشكر كلّ اللبنانيين والجمعيات والقوى السياسية والحزبية والبلدية الذين “احتضنوا أهلنا النازحين حيث شعروا أنهم بين أهلهم وناسهم ما يعبّر عن أصالة الشعب اللبناني ولحمته الوطنية”. وتمنّى شقير “الفرج القريب والسلام والأمان والاستقرار والعودة إلى قرانا وتشييد منازلنا أفضل ممّا كانت عليه، لأننا متمسّكون بجذورنا وترابنا”.

من جهتها، تقول خديجة أمين :”مسيرة النزوح بدأت من العديسة نحو النبطية ومن بعدها نحو بيروت، ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، توقّعنا خيراً بالعودة إلى ديارنا لكن الفرحة لم تكتمل بعد أن مُنعنا من دخول بلداتنا المدمّرة في العديسة، كفركلا، الخيام، حولا وصولاً إلى ميس الجبل بسبب وجود الجيش الإسرائيلي لغاية اليوم”.

أما زينب، فلفتت إلى “أن المأساة تكمن في البعد عن منازلنا رغم دمارها، ولا نعرف متى سنعود وهل وقف إطلاق النار ومدة الشهرين كما نصّ الاتفاق كافيان للعودة”. وشدّدت على “أننا نشعر بقلق كبير على مستقبلنا ولا نعرف حقيقة إذا كنا سنعود أم لا، فنحن نريد السلام ونحب الحياة والعيش بأمان، ونأمل من الدول العربية الصديقة أن تساعدنا في إعادة إعمار بلداتنا ومنازلنا، وإذا لم نتلقَّ أي دعم فنحن أمام كارثة حقيقية سوف تهدد مصير وجودنا وبقائنا في قرانا”.

ويأمل أهالي الجنوب من الدولة وأجهزتها التحرّك فوراً، متمنّين من الدول الصديقة العربية والغربية ومن المنظمات الدولية والمحلّية مساعدتنا من أجل العيش بسلام وأمان واستقرار وتأمين أبسط مقومات البقاء.

تعليقات: