فشل كل المحاولات للحد من التشويش على الخلوي في المنطقة الحدودية

أحد الإجتماعات في بلدية الخيام لمعالجة مشكلة الخلوي
أحد الإجتماعات في بلدية الخيام لمعالجة مشكلة الخلوي


تبدو مشكلة الهاتف الخلوي في المنطقة الحدودية، معاناة ما بعدها معاناة، وهي لم تنته فصولاً منذ ما بعد مقتل ستة جنود من الكتيبة الإسبانية صيف العام 2007 من جراء عملية تفجير إرهابية إستهدفت آليتهم المدرعة في سهل الدردارة عند الطرف الغربي لبلدة الخيام، حيث بدأ التشويش يضرب شبكة الهاتف الخلوي في المنطقة، ورغم تكرار مناشدة الناس للجهات المعنية وفعاليات المنطقة، وبالرغم من المحاولات التي قامت بها شركتا الهاتف الخلوي للحد من أعمال التشويش، إلا أن شيئاً لم يتغير، وأدى ذلك الى حالة من القلق والتوتر لدى المواطنين، الذين باتوا يشعرون بأنهم مهمشون ولا من يسأل عنهم في وقت يدفعون فيه فاتورة الهاتف الخلوي كغيرهم من اللبنانيين، رغم أنها من بين الأغلى في العالم مع فارق وحيد هو الخدمة السيئة وتضاعفها التي تصل بالمواطن حد حرق الأعصاب والضغط النفسي، لأن إجراء أي مكالمة هاتفية تحتاج الى إتصالات عدة لإتمام المكالمة والمصيبة الأكبر هي في حال كان المتصل والمتصل به هما في هذه المنطقة، فإذا فتح الخط من المتصل، كان عند المتصل به مقطوع والعكس صحيح.

في ظل هذا الوضع المرير وبعد الإجتماعات واللقاءات المتكررة لفعاليات المنطقة من بلديات ونواب وغيرهم منذ أكثر من ثلاثة أشهر، خصوصاً في بلدية الخيام، والتي جرت بمشاركة ممثلين عن شركتي الخلوي ووزارة الإتصالات إستبشر الناس معها خيراً بالوعود التي قطعوها لهم لجهة تحديد أسباب التشويش وإيجاد الحلول اللازمة لها بل أكثر من ذلك وهو تعويضهم عما لحق بهم من خسائر مادية من جراء التشويش، ولكن لم يتغير شيء بل يمكن القول أن المشكلة ساءت أكثر، رغم المحاولات التي قام بها فنيو شركتي أم.تي.سي وألفا، الذين جالوا ولأكثر من مرة في المنطقة الحدودية اجروا خلالها فحوصات للتشويش عبر اجهزة الكترونية حديثة، والتقوا عدداً من فعاليات هذه المنطقة لإقناعهم بجديتهم في التعاطي مع هذا الموضوع، والعمل الدؤوب على انهائه بأسرع وقت.

مع بداية مشكلة التشويش هذه، اتجهت الأصابع نحو الكتيبة الإسبانية وتحميلها كل مسؤولية التشويش ربطاً بما تعرضت له دوريتهم صيف 2007 وتحديداً بعدما استقدمت كمية كبيرة من الأجهزة والمعدات الحديثة والمتطورة، الخاصة بالتشويش على اجهزة تفجير العبوات وتركيبها على سياراتها العسكرية وآلياتها المدرعة كافة، وفي محيط مراكزها العسكرية وفي مقر قيادتها في قاعدة ميغيل دي سيرفانتس في سهل بلاط.

ومنذ أيام عدة أجرى فريق فني من عدة جهات رسمية واليونيفيل كشوفاً ميدانية على شبكة ارسال الهاتف الخلوي في منطقة مرجعبون، لتحديد مصدر التشويش وضم الوفد ممثلين عن وزارة الاتصالات والهيئة المنظمة للاتصالات وهيئة اوجيرو وشركتي الخلوي أم.تي.سي تاتش والفا وضباطا من الجيش وقوى الامن الداخلي ومن اليونيفيل والكتيبة الاسبانية، حيث اجرى فريق من الاختصاصيين سلسلة تجارب في مواقع عدة في مرجعيون، على الطريق العام وقرب احدى محطات الخلوي لمعرفة مستوى التشويش ومصدره وقامت عناصر من القوات الدولية والكتيبة الاسبانية بتشغيل اجهزة التشويش التي تضعها على آلياتها لمعرفة مدى تأثيرها على شبكة الخلوي في المنطقة، وسيقوم الفريق بزيارات ميدانية اخرى واجراء مسح شامل لايجاد حل للمشكلة.

كل تلك المحاولات باءت بالفشل والمواطن ما زال ينوء تحت وطأة تلك المشكلة التي تأخذ من أعصابه ووقته وماله دون مقابل.

الى ذلك، تركز قوات الإحتلال الإسرائيلي أجهزة تنصت وتشويش في مواقعها عند الهضاب الغربية لجبل الشيخ، وهي موجهة نحو المناطق الجنوبية ومنطقة الشريط الحدودي عموماً ما يعيق ويشوش مختلف الإتصالات في المنطقة، حيث كان مدير عام وزارة الإتصالات عبد المنعم يوسف قد تعهد في إجتماع عقد في بلدية الخيام في 28-6-2008 بقيام المختصين لديهم بجولة مسح جديدة لتحديد ما إذا كان هناك من أسباب أخرى وراء التشويش وانه سيتم تقديم شكوى ضد إسرائيل على زرعها هوائيات تشويش على الحدود مع لبنان وترفع الى الجامعة العربية، وإن هذه التدابير سيباشر العمل بها في أسرع وقت لتلبية حاجات المواطنين وتأمين مطالبهم المحقة.

تعليقات: