الخيام اليوم تعرض مأساة الحروب على الأوطان.
ليس غريبا على الخيام الحروب؛ وهي التي كانت مسرحا لأحداث تاريخية مختلفة وحروبا كثيرة على مر الازمان.
أما قصف المدينة بغرض الترويع فيعزو البعض اسبابه الى ان الخيام هي المعقل لحركة المقاومة ومركزا لثقافة الجنوب. فمدينة الخيام تعتبر اليوم قطبا ثقافيا جنوبي الانتماء، متنوعا؛ بفتخر أبناؤه بالإرث الذي تحمله. إرث الانتماء إليها وهذا ما اضاف الى اهميتها كونها هدفا للاعتداءات الغاشمة. هذه الاعتداءات التي استحال معها تحديد الأماكن مثل الطرقات والبيوت وحتى الضواحي. ومع القصف الجوي والبري العنيف الذي تعرضت له المدينة هدمت المنازل ودمّرت أنابيب المياه ودورة الحياة.
لا نعلم للحقيقة كم طنا من القنابل قد أسقط على المدينة في فترة زمنية قليلة، لكن هل هذا القصف الوحشي يا ترى كان سابقة في التاريخ العسكري؟
ما نعلمه أن دورة الصراع لم ولن تتوقف يوما.
وما نعلمه أيضا انه لم يسبق أن استخدمت الطائرات الحربية من قبل هذا العنف لاستهداف قرية؛ ليس فيها مصانع عسكرية تحتضنها. فمدينة الخيام تعتبر قطبا لا يزال واقفا بشموخ رغم مقدار الدمار والوحشية ورغم فلول المنسحبين بآلياتهم مع السرقات من برادات وغسالات وكل محتويات المطابخ والبيوت حيث كانت الأواني تلمع تحت أشعة الشمس لنضارة ألوانها وبريقها ولونها الابيض.
إن انتصار الظلام ليس نهاية المطاف وأن مثل هذه الحروب والأحداث قد وقعت وتكرّرت في الماضي مرات عديدة وكانت النتيجة في نهاية المطاف انتصارا للحق والخير على الظلم والعدوان.
نعم هي الخيام مدينة سوف تتمتع بالازدهار والحرية بعد نضال عظيم من أبنائها.
وان الخروج إلى نور الحرية دليل تاريخي على ان الانتصار ممكن رغم كل الأثمان.
هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا
الواقع في 19 كانون2، 2025
تعليقات: