قاسم: لا تمديد للحظة واحدة وللمقاومة حقّ التصرف

الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم
الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم


شدّد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على أن تمديد مهلة انسحاب العدو من جنوب لبنان يعني «أننا أمام احتلال يعتدي ويرفض الانسحاب، وللمقاومة الحق بأن تتصرف بما تراه مناسباً حول شكل المواجهة وطبيعتها وتوقيتها»، مؤكداً أن «على إسرائيل أن تنسحب مع مرور الستين يوماً، ولا نقبل بأي مبرّر لتمديد يوم واحد ولا نقبل بتمديد المهلة». واعتبر أن «استمرار الاحتلال عدوان على السيادة اللبنانية، والجميع مسؤول في مواجهة هذا الاحتلال: الشعب والجيش والدولة والمقاومة».

وقدّم قاسم، في كلمة أمس، «جردة حساب» للحرب الأخيرة وما تلاها، فأكّد أن العدوان على لبنان وغزة «كان بدعم أميركي غربي بلا حدود، ولنعترف بأن هناك تفوّقاً عسكرياً استثنائياً إسرائيلياً وأميركياً في مقابل القدرات العسكريّة الموجودة لدى المقاومة. وفي المقابل المقاومة خيار عقائدي وسياسي ووطني وإنساني لمواجهة الاحتلال وأطماعه وتحرير الأرض المحتلّة». وتابع: «بسبب الإمكانات التي راكمناها ظن الكثيرون أننا سنهزم إسرائيل بالضربة القاضية في أي مواجهة مع هذا الكيان، ولم يتوقع جمهورنا أن نخسر هذا العدد من القيادات وعلى رأسهم سماحة السيد حسن نصرالله في هذا الوقت السريع». وأكّد أنّ «الانكشاف المعلوماتي وسيطرة العدو على الاتصالات والذكاء الاصطناعي وسلاح الجو الذي غطّى لبنان بكامله كانت من العوامل المؤثّرة في الضربات التي وُجّهت للمقاومة، هذه ثغرة كبيرة جداً، ونجري تحقيقاً لأخذ الدروس والعبر واتخاذ الإجراءات اللازمة».

وتابع قاسم: «أرادت إسرائيل وأميركا إنهاء المقاومة، وجاءت إسرائيل بخمسِ فرقٍ و75,000 عسكري مع إجرام وقوّة مُفرطة لتحقيق هذا الهدف، وتصدّت المقاومة بكل أطيافها بثباتٍ أسطوري. ومن 27 أيلول إلى 7 تشرين الأول 10 أيّام عشنا أصعب الأيام، وهي نتاج خطّة إسرائيليّة مُحكمة بتسديد ضربة قاضية لحزب الله، لكنّنا استعدنا حضورنا بقوّة الإيمان وخيار المقاومة، وبملء الفراغات القياديّة وبالثبات في الميدان»، مؤكداً: «سجّلوا لديكم. هذا نصر». ولفت إلى أنه «انسدّت الأبواب أمام العدو الإسرائيلي فلم يتمكن من التقدم على الجبهة أو إحداث فتنة في الداخل اللبناني وتكبّد خسائر كبيرة في صفوفه وداخل الكيان، وإسرائيل طلبت وقف إطلاق النار ووافقنا مع الدولة اللبنانية، وهذا انتصار». واعتبر قاسم أن «مشهد العودة فجر 27 تشرين الثاني إلى الجنوب والضاحية والبقاع كان أيضاً مشهد انتصار، والمقاومون كانوا في الميدان ولم يغادروه ورؤوسهم مرفوعة والمقاومة ثابتة وقوية».

لسنا مهزومين والهدف من إحباط معنوياتنا لم ولن يتحقّق

والمقاومة انتصرت

وأشار إلى «أننا وافقنا على وقف إطلاق النار، والدولة قرّرت التصدي لحماية الحدود وإخراج إسرائيل، وهذه فرصة لتختبر قدرتها على المستوى السياسي، والتزمنا بعدم خرق الاتفاق بينما خرقت إسرائيل الاتفاق 1350 مرة، وفي مرحلة من المراحل فكّرنا أن نرد على الاعتداءات فقالوا لنا أن نصبر قليلاً». وأكّد أن «مشهد الخروقات الإسرائيلية كان مؤلماً، لكن قررنا أن نصبر وتتحمل الدولة مسؤوليتها، ولم يمارس الراعي الأميركي أي دور، واعتبرنا أن الدولة هي المعني الأساس في مواجهة إسرائيل، وما جرى في خرق الاتفاق يؤكد حاجة لبنان إلى المقاومة»، لافتاً إلى أن «السياديين لم نسمع صوتهم خلال الستين يوماً رغم كل الخروقات الإسرائيلية، ولم يطالبوا أميركا ولم يرفعوا الصوت». وأضاف: «شُنت علينا حملة ليصوّروا بأننا مهزومون والهدف من إحباط معنوياتنا لم ولن يتحقق، والمقاومة انتصرت ودائماً منصورة بشهدائها وتضحياتها ونصرها المادي واستمراريتها وإيمانها وإرادتها وهي ثابتة في حضورها».

وشدّد قاسم على أن المقاومة «انتصرت مجدداً الآن بهذا الشعب الذي زحف إلى القرى الأمامية رغم عدم الانسحاب الإسرائيلي وفي مواجهة مباشرة معه، هذا الشعب لديه كرامة، ولا يمكن لإسرائيل أن تبقى محتلة مع هذا الشعب الأبي وهو جدير بالحياة ولا يمكن هزيمته». وقال: «نعم انتصرنا، لأنّنا رجعنا، ولأنّنا استطعنا أن نستعيد الأرض ولأنّ المحتل توقّف عند حد ولأنّه سيخرج وسينسحب غصباً عنه بسبب هذا الصمود والتضحيات من المقاومة والناس». وأكّد أن «ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة منعت إسرائيل من الوصول إلى بيروت وإلى جنوب نهر الليطاني، وهي كالشمس والمشكلة في من لا يراها، وعلى إسرائيل أن تنسحب بسبب مرور الستين يوماً ولا نقبل بأي مبرر لتمديدٍ ليوم واحد ولا نقبل بتمديد المهلة».

وتابع: «أي تداعيات تترتب على التأخير في الانسحاب تتحمل مسؤوليتها الأمم المتحدة وأميركا وفرنسا وإسرائيل»، مشيراً إلى أن «استمرار الاحتلال عدوان على السيادة اللبنانية والجميع مسؤول في مواجهة هذا الاحتلال، الشعب والجيش والدولة والمقاومة»، و«نحن متأكدون أن الرئيس جوزيف عون لا يمكن أن يُعطي إسرائيل مكسباً واحداً، وهو تصدّى عندما زحف الناس إلى الجنوب وأعطى التعليمات للجيش بأن يكون إلى جانب الناس وبارك لهم وشدّ عزيمتهم، ولا يمكن لأميركا أن تتوقع بأنّ أحداً في لبنان سيقبل بتمديد فترة الانسحاب الإسرائيلي والتمديد للعدوان، لا الرئيس نبيه بري ولا الرئيس نجيب ميقاتي ولا أحد في لبنان يمكن أن يقبل بتمديدٍ لحظة واحدة. على إسرائيل أن تخرج وهذه مسؤوليتها ومسؤولية المجتمع الدولي. حتى لو هدّدوا، إذا أرادوا أن يبقوا محتلين فليتحملوا هم المسؤولية. أي تداعيات تترتّب على التأخير في الانسحاب تتحمّل مسؤوليتها الأمم المتحدة وأميركا وفرنسا والكيان الإسرائيلي، هم الذين يجب أن يضغطوا على الكيان الإسرائيلي. استمرار الاحتلال عدوان على السيادة اللبنانية، والجميع مسؤول في مواجهة هذا الاحتلال: الحكومة، الشعب، المقاومة، أطياف الأحزاب والناس والطوائف، كلهم مسؤولون لأن هذا احتلال لأرض لبنانية».

وعلى الصعيد الحكومي، أكّد قاسم أن «الأمور سالكة بيننا وبين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف نواف سلام، ولا عقبات. نريد حكومة، ونريد دولة تقف على قدميها، ونريد وفاقاً وطنياً، وقد تعاونّا مع الرئيس المُكلّف وتعقيدات التأليف ليست عندنا، بل عند الآخرين».

تعليقات: