هيفاء نصّار: إطلالة على مدينة الخيام

دمعة سخية على الخد لنحيب كل أم ثكلى تحدّت الوجود والبقاء، وأمضت لياليها في العراء بعد رحيل الأحبة
دمعة سخية على الخد لنحيب كل أم ثكلى تحدّت الوجود والبقاء، وأمضت لياليها في العراء بعد رحيل الأحبة


الخيام: مكان بين الأرض والسماء

هي هي الخيام مدينة القلوب.

مدينة ليس بالمقدور نسيانها؛ لكن اليوم هي مدينة لم ولن تندثر ولن يسلخ جلدها وهياكل عظامها لن تطحن رغم حروب الأرض والسماء.

ذكرياتنا اليوم تنام متوسدة الغيوم والحجارة والأشجار المحروقة؛ وتصحو ملتصقة بها؛ ومرتوية بقطرات الندى والدماء والمجبولة بحب الأرض والسماء.

مدينة بين هدوئها والصمت أعجوبة الأمكنة.

هذه المدينة استحقّت قلادة لأنها مدينة لا تتكرر ولا تتذبذب مواقفها، بل تتصرف بحكمة أمام إشارات حقيقية للبذل والعطاء.

لكل حصاة فيها معنى. وهي المدينة التي رسمت للسماء صورًا وجعلت الكون يبدو مختلفًا. هي معقل المقاومين. ومعقل الذكريات التي لم يبقَ منها إلا ما ندونه ونسرده إذا أسعفتنا تلك الذاكرة.

الخيام مدينة تبقى في المكان والذاكرة لأنها رسمت في الذاكرة مكانًا بين الأرض والسماء.

...

وأنا أكتب هذه الكلمات لم أجد على تقاطع وجهي إلا دمعة وعبرة.

دمعة سخية على الخد لنحيب كل أم ثكلى تحدّت الوجود والبقاء، وأمضت لياليها في العراء بعد رحيل الأحبة، وعبرة من حقول الجنوب والبقاع وكل لبنان الذي زينته ورود الأقحوان والغار بشكل عجيب هذا العام.

هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا

31 كانون الثاني 2025

الشهيدان المأسوف على شبابهما علي سعد ونجله حسين
الشهيدان المأسوف على شبابهما علي سعد ونجله حسين


تعليقات: