حذار من مصطلحات الأجهزة الإلكترونية المضللة
جدة:
كثيرا ما نقرأ في المتاجر مواصفات مليئة بالمصطلحات التقنية للأجهزة الإلكترونية، والتي قد يبدو بعضها غريبا والبعض الآخر مضللا عن الحقيقة. وإن لم تكن شخصا تقنيا مخضرما، فإن غالبية المواصفات لن تعني لك شيئا. ولكن بعض المواصفات المعروضة مهمة جدا، وقد تكون عاملا رئيسيا وراء تميز الجهاز الذي تريد شراءه، أو وراء تغيير سعره، على الرغم من عدم تركيز المتجر على ذلك (سواء كان ذلك بقصد أو بغير قصد). وسنستعرض في هذا الموضوع المواصفات المهمة التي يجب منحها الأولوية، ونشرحها لتثقيفك قبل الدخول إلى المجهول وشراء كومبيوتر شخصي (عادي أو محمول)، أو تلفزيون عالي الوضوح، أو حتى كاميرا رقمية. هذا ويجب عليك تجهيز قائمة بالمتطلبات التي تريدها في جهازك، مثل إن كنت تريد أفضل المواصفات في كل شيء، أم تريد استخدام جهازك للأمور التقليدية العامة التي تحقق غالبية متطلباتك (والتي ستكون متوفرة في إصدارات أقل كلفة).
* الكومبيوترات المكتبية
* إن كنت تريد كومبيوترا لتحرير عروض الفيديو الخاصة بك، فإن الكثير من التقنيين سينصحونك بشراء كومبيوتر يصلح لصنع أفلام متطورة مليئة بالمؤثرات البصرية، على حساب السعر المرتفع. هل تريد شراء كومبيوتر خارق يستطيع تحرير النصوص في ثوان قليلة، أم كومبيوتر آخر يستطيع عمل ذلك، ولكن في دقائق عوضا عن الثواني، وبكلفة أقل بكثير؟ ويمكن القول بأن الحصول على كومبيوتر مكتبي لأداء غالبية مهامك اليومية بشكل طبيعي سيكلف حوالي 750 دولارا أميركيا، بغض النظر عن المواصفات التي يقترحها عليك المختصون. ويجب الحذر عند قراءة الإعلانات، حيث ان الكثير منها سيعرض سعر الكومبيوتر دون الشاشة، أو دون عرض معلومات عن بطاقة الرسومات، أو حتى سرعة القرص الصلب. وعلى الرغم من تأييد الكثيرين لمبدأ شراء كومبيوتر ذي سرعة كبيرة، إلا أن الفائدة التي ستحصل عليها من بعد نقطة معينة ستكون قليلة جدا، خصوصا إن كان الغرض من الكومبيوتر هو الاستخدامات اليومية التقليدية (مثل سماع الموسيقى، ومشاهدة عروض الفيديو، وتصفح الإنترنت، ونسخ الأقراص الليزرية، وتحرير النصوص والوثائق). ولن تحتاج إلى معالج ذي سرعة مرتفعة جدا إلا ان كنت تعلم بأنك ستستخدم برامج متطلبة للسرعة، وبشكل متكرر جدا، مثل برامج التلاعب بالصور وإضافة المؤثرات البصرية الخاصة، وتحويل عروض الفيديو من امتداد إلى آخر، واللعب بالألعاب الإلكترونية المتقدمة، أو استخدام لغات البرمجة المتطورة. وإن كنت من الفئة التي تريد الاستخدام العمومي، فإن أي معالج أحادي أو ثنائي النواة تبلغ سرعته أكثر من 2 غيغاهيرتز سيلبي جميع احتياجاتك، وبسعر بسيط مقارنة بأسعار المعالجات رباعية النواة التي قد تصل سرعات البعض منها إلى أكثر من 3 غيغاهيرتز، والتي لن تستفيد أكثر من 20% من قدراتها الكامنة (يجب أخذ أسلوب برمجة البرامج التي تستخدمها، والتي لا يستخدم أغلبها سوى نواة واحدة أو اثنتين). وبالنسبة للذاكرة، فإنها من أكثر العناصر أهمية في الكومبيوترات المكتبية، نظرا لتأثيرها المباشر على الأداء. إلا أن هناك بعض الأسرار التي يجب معرفتها في هذا المجال، مثل أن غالبية نظم التشغيل المستخدمة اليوم (والتي تعمل بتقنية 32 بت) لا تستطيع التعامل مع أكثر من 4 غيغابايت من الذاكرة (مثل «ويندوز إكس بي» و«فيستا»)، عدا إصدارات خاصة تستخدم تقنية «64 بت»، والتي ليست متوافقة مع الكثير من البرامج، والتي تستخدمها في الغالب الشركات أو المختصون. ولا ينصح باستخدام أكثر من 1 غيغابايت في نظام التشغيل «ويندوز إكس بي» أو 2 غيغابايت في «فيستا» للاستخدامات اليومية، حيث ان هذه الأحجام هي أكثر من اللازم للقيام بالأعمال المطلوبة.
وبالنسبة لبطاقات الرسومات، فلا يجب إعطاؤها أهمية كبيرة عند شراء الكومبيوتر، إلا إن كنت تريد اللعب بالألعاب المتطورة، أو التلاعب بالصور وعروض الفيديو بشكل احترافي، حيث قد يصل سعر البطاقة الواحدة إلى 600 دولار أميركي. ويمكنك استخدام البطاقات المدمجة بلوحة الكومبيوتر، ولكن ينصح بشراء بطاقات متوسطة بذاكرة تبلغ 256 ميغابايت من الذاكرة كحد أقصى.
ويجب التنويه إلى ميزة لا تذكرها غالبية الإعلانات والمتاجر، هي عدد مآخذ التطوير الداخلية PCI Slots وعدد مآخذ الأقراص الصلبة والليزرية الإضافية Drive Bay، والتي تسمح لك بتطوير كومبيوترك في المستقبل بإضافة قطع جديدة، عوضا عن شراء جهاز جديد. وبشكل عام، فإن مواصفات الكومبيوتر المنزلي العادي هي معالج ثنائي النواة بسرعة 2 غيغاهيرتز، و1 غيغابايت من الذاكرة (لنظام التشغيل «إكس بي») أو 2 غيغابايت (لنظام «فيستا»)، و4 مآخذ «يو إس بي»، و4 مآخذ للأقراص الصلبة والليزرية، ومأخذي «بي سي آي»، وقرص صلب بسعة 120 غيغابايت يعمل بسرعة 5400 دورة في الدقيقة. وبالنسبة لمواصفات الكومبيوتر المنزلي لاستخدامات الوسائط المتعددة، فإنه ينصح بشراء معالج ثنائي النواة يعمل بسرعة 2,4 غيغاهيرتز، وقرص صلب تبلغ سعته 500 غيغابايت يعمل بسرعة 7200 دورة في الدقيقة، بالإضافة إلى بطاقة رسومات «إن فيديا» أو «إيه تي آي راديون»، و2 غيغابايت من الذاكرة، بالإضافة إلى 4 مآخذ للأقراص الصلبة والليزرية، و3 مآخذ «بي سي آي» للتوسع المستقبلي.
* الكومبيوترات المحمولة
* وبالنسبة للكومبيوترات المحمولة، فإن الأمر يختلف قليلا عن نظيرتها المكتبية، حيث ان استخدام معالج بسرعات أقل من 2 غيغاهيرتز هو أمر مزعج، ويجب الابتعاد عن معالجات «إنتل آتوم» إن كنت تريد السرعة في العمل، حيث ان هذه المعالجات صممت للاستخدامات التقليدية التي لا تتطلب سرعات عالية، ويجب التركيز على معالجات «سينترينو 2» Centrino 2 في تلك الحالات.
وتلعب البطارية دورا أساسيا بالنسبة للكومبيوترات المحمولة إن كنت تريد استخدامها بعيدا عن الكهرباء بشكل متكرر أو لفترات مطولة. ويجب الانتباه إلى أن أزمنة شحنة البطارية التي تذكرها الشركات المصنعة تكون في الأوضاع المثلى، مثل عدم استخدام برامج متطلبة، وخفض شدة إضاءة الشاشة، وعدم عمل القرص الصلب بشكل كبير، وإيقاف عمل الشبكات اللاسلكية، وحتى استخدام بطاريات إضافية ذات عمر أكبر. ويجب اعتبار أن البطارية لن تستطيع خدمتك أكثر من ساعتين في ظروف الاستخدام الطبيعي، وقد ينخفض الزمن إلى النصف عند الاستخدام المكثف، أو يرتفع إلى الضعف عند الاستخدام في الأوضاع المثلى. وبالنسبة لبطاقات الرسومات، فإنها غير مهمة إن كنت لا تريد استخدام برامج تحرير النصوص أو لعب الألعاب الإلكترونية المتطورة، ولكن يجب شراء ذاكرة أكبر في تلك الحالات، نظرا لأن غالبية الكومبيوترات المحمولة تستخدم جزءا من الذاكرة الرئيسية لخدمة بطاقات الرسومات Shard Memory. أما إن أردت كومبيوترا محمولا للتحرير المكثف لعروض الفيديو أو الصور ذات الدقة المرتفعة، أو لعب الألعاب المتطورة، فإن شراء كومبيوتر توجد فيه بطاقة رسومات منفصلة بذاكرتها هو أمر في غاية الأهمية، وغالبا ما تضع هذه الكومبيوترات إشارة شركات «إن فيديا» nVidia أو «إيه تي آي» ATI بشكل واضح، عوضا عن ذكر بطاقات «إنتل» القياسية المدمجة التي تشارك الذاكرة الرئيسية (ولكنها تناسب الاستخدامات العادية وتخفض من سعر الكومبيوتر).
هذا ويُنصح بتفحص الشاشة في جميع الظروف، الداخلية المضاءة وغير المضاءة، والخارجية تحت الشمس، ذلك أن بعض الشاشات تعكس الضوء بشكل مزعج، وغيرها لا تضيء بشكل مناسب في الظروف المعتمة. ويمكن شراء كومبيوتر ذي شاشة تستخدم تقنيات «إل إي دي» LED الممتازة، ولكنها عادة ما تكون ذات أسعار مرتفعة. هذا ويجب أيضا السؤال عن الوزن الكلي للكومبيوتر قبل شرائه، ذلك أن الإعلانات غالبا ما تذكر وزن الكومبيوتر من دون البطارية، ومن دون مشغل الأقراص الليزرية إن كان منفصلا، وحتى من دون وحدة الطاقة الخارجية، ولكنك ستحمل جميع هذه العناصر في الحقيبة على كتفك في نهاية الأمر.
وبالنسبة للمواصفات المهمة في الكومبيوترات المحمولة، فإن كانت الأهمية عندك هي الوزن الخفيف، فإن سرعة 1,7 غيغاهيرتز، وذاكرة بحجم 2 غيغابايت، ووزن أقل من 1,3 كيلوغرام، وشاشة بمقاس 13,3 بوصة (أو أقل) وبطارية تعمل لغاية 3 ساعات هي المواصفات التي يجب أن تبحث عنها. أما إن كان الهدف من الجهاز هو الاستخدام الكامل عوضا عن الجهاز المكتبي، فإن شراء معالج «سينترينو 2» يعمل بسرعة 2,4 غيغاهيرتز، وبطاقة رسومات منفصلة بذاكرة 256 أو 512 ميغابايت، وقرص صلب بسعة 200 غيغابايت (أو أكثر) يعمل بسرعة 5400 دورة في الدقيقة (أو أكثر) هو الخيار الأفضل.
* شاشات الوضوح العالي
* وإن كنت تنوي شراء تلفزيون عالي الوضوح، فإن المواصفات التقنية مختلفة وقد تربكك. ومن هذه المواصفات شدة التباين Contrast Ratio، الذي قد يكون رقما كبيرا جدا. ويعتبر هذا العنصر مهما بالنسبة للتلفزيونات، حيث إنه يقيس شدة الاسوداد والبياض في الشاشة، وبالتالي وضوح الصورة وواقعيتها. وتبدأ النسبة في شاشات الـ«إل سي دي» من 600:1، بينما تبدأ شاشات الـ«بلازما« بنسبة 1000:1، وقد تصل بعض النسب إلى 1: مليون. ويجب مشاهدة الصورة بعينك قبل أن تقرأ النسب، ذلك أن الكثير من الشركات المصنعة لا تقيس النسب بشكل دقيق، وترفعها بهدف الترويج. وبالنسبة لزمن التجاوب Response Time ومعدل إعادة الرسم Refresh Rate، فإنها من المزايا الخاصة بتلفزيونات الـ«إل سي دي»، وهي مهمة فقط في حال متابعتك للرياضات السريعة (مثل سباق السيارات) أو اللعب بالألعاب الإلكترونية. ويجب البحث عن زمن تجاوب منخفض (أقل من 10 مليثانية)، ومعدل إعادة رسم مرتفع (120 هيرتز كحد أقصى). أما إن كنت تريد شراء تلفزيون «بلازما»، فإن هذه المواصفات غير موجودة، نظرا لأن التقنية سريعة جدا في جميع الحالات.
ومن المواصفات المهمة دقة الرسم Resolution، حيث ان التلفزيونات عالية الوضوح تتباهى بأرقام مرتفعة، مثل 720 و1080 التسلسلية Progressive والمتتالية Interlaced. وبشكل عام، فإن الوضوح يزداد كلما ازدادت دقة الرسم، والرسومات التسلسلية أفضل من المتباينة، الأمر الذي يعني بأن شراء جهاز يدعم دقة p1080 هو الأفضل. ولكن الأمر ليس بهذه البساطة، حيث يجب توفر مصدر بث بهذه الدقة للحصول على أفضل جودة ممكنة، وإلا فإن الكثير من الأجهزة سترفع من دقة الصورة بشكل آلي قد يجعل صورتها تبدو أسوأ من التلفزيونات العادية. وعلى ذلك، فإن لم تكن تستخدم مشغل أقراص «بلو راي»، أو جهاز ألعاب إلكتروني، أو جهاز استقبال بث فضائي عالي الوضوح (الأمر غير المتوفر في غالبية محطات البث العربية)، أو إن كنت ستشتري شاشة قطرها أقل من 40 بوصة، فإن شراء تلفزيون ذي دقة رسومات معتدلة (720) هو الأمر الأنسب لك، والأكثر توفيرا، ذلك أنك إن اشتريت الطرز الأفضل، فإنك ستدفع لقاء مزايا لن تستخدمها على الإطلاق.
هذا ولا يجب شراء أكبر تلفزيون يعجبك، حتى لو كان سعره مناسبا، ذلك أن قطر شاشة التلفزيون يعتمد على مساحة غرفتك. ولمعرفة ظروف المشاهدة الأمثل لك، فإنه يجب ضرب قطر التلفزيون في الرقم 2 للحصول على المسافة الأمثل بينك وبين تلفزيونك بالبوصة (أو ضرب القطر بـ5,08 للحصول على المسافة بالسنتيمتر)، أي أن المسافة المثلى لمشاهدة تلفزيون بقطر 54 بوصة هي 108 بوصات بعيدا عنه (أي حوالي 274 سنتيمترا). هذا وينصح بشراء تلفزيون يحتوي على مآخذ عديدة ومختلفة في النوع، مثل مأخذي «إتش دي إم آي» HDMI (أو أكثر)، ومأخذي «كومبوزيت» Composite ومأخذ «كومبونينت» Component، وذلك لوصل أكثر من جهاز عالي الوضوح بالتلفزيون عبر مأخذ «إتش دي إم آي»، وضمان وصل الأجهزة التي لا تدعم تقنيات الوضوح العالي بالتلفزيون عبر المآخذ الأخرى (مثل أجهزة استقبال البث الفضائي ومشغلات أفلام «دي في دي» والكاميرات الرقمية وكاميرات الفيديو).
* الكاميرات الرقمية
* وإن كنت تريد الحصول على أعلى جودة للصور الرقمية، فإن شراء كاميرا تعمل بتقنية «دي إس إل آر» DSLR هو الخيار الأمثل، ولكنها ذات وزن ليس بالقليل. ومن مزايا الكاميرات التي يروج لها بشكل كبير دقة الصور التي تقاس بوحدة «ميغابيكسل». إلا أن التقاط الصور بدقة مرتفعة يعني الحصول على أحجام ملفات كبيرة، بالإضافة إلى أن التفاصيل الملتقطة بالكاميرات ذات الدقة المرتفعة لن تبدو واضحة للعين البشرية من دون تقريب الصورة. وغالبا ما تكون دقة 5 و6 ميغابيكسل هما الأمثل لجميع الاستخدامات، إلا أن كنت تنوي التقاط صور وتكبيرها لجعلها ملصقات بحجم الجدران، الأمر الذي يتطلب كاميرات رقمية تعمل بدقة 12 و14 ميغابيكسل، أو إن كنت تريد طباعة جزء صغير من الصورة بعد تكبيره.
ومن المزايا التي تحير المستخدمين قدرة التكبير البصري Optical Zoom والرقمي Digital. وغالبا ما يكون التكبير الرقمي أكبر من البصري، إلا أن ذلك لا يعني بأن الجودة ستكون نفسها، ذلك أن أسلوب التقريب الرقمي هو عبارة عن قطع الأجزاء البعيدة عن مركز الصور، وتمديد الجزء المتبقي ليملأ مساحة الصورة. أما التكبير البصري، فهو يغير من البعد البؤري للعدسة نفسها، الأمر الذي يعني بأن الصور ستكون واضحة جدا. ولكن هذه التقنية البصرية تعني بأن أي اهتزاز ليد المستخدم خلال التصوير سيكون له أثر سلبي كبير في وضوح الصورة، ولذلك فإنه يُنصح بشراء كاميرات رقمية تحتوي على ميزة منع الاهتزاز للتكبير البصري Optical Zoom Image Stabilizer إن تعدى حجم التكبير البصري 3 أو 4 أضعاف.
ومن المزايا الأخرى المهمة حجم الشاشة الموجودة في الكاميرا، حيث ان ازدياد قطرها يسمح لك بمعاينة الصور قبل التقاطها ومشاهدتها بعد ذلك بكل سهولة ووضوح، إلا أن الأحجام الكبيرة للشاشات تعني بأنها ستستخدم كميات كبيرة من شحنة البطارية الخاصة بالكاميرا، وبالتالي اضطرارك إلى بتغيير البطاريات بشكل متكرر، خصوصا خلال الرحلات السياحية أو الترفيهية. ويمكنك التخلص من ذلك بشراء كاميرا تسمح لك تغيير شد إضاءة الشاشة أو إيقافها تماما.
تعليقات: