حتى العصافير استيقظت عند منتصف النهار لتعود الى الخيام
عائدون الى الخيام؛ حتى العصافير استيقظت عند منتصف النهار لتعود الى الخيام؛ حتى الشمس صارت في قلب السماء وقد رسمت كلمات في كبدها؛ كلنا عائدون الى الخيام.
هنا كانت أشجار وبيت قديم وكان قرميد في الخيام. كل الدروب تؤدي اليوم إلى الخيام. و كتلة الثلج اليوم تحتفي تحت ماء وبكاء عيون في الخيام.
كل الاماكن مضاءة اليوم بالحكايا والأحاديث لنا نحن؛ العائدون الى الخيام. وقد تغير كل شيء أمام أعيننا اليوم في الخيام.
عائدون الى الخيام، تسري في أنفسنا وعقولنا الافكار كيف سنبني في هدوء بعد أن ساد الصمت والسكون والاستشهاد وقد خيم على كل شيء في الخيام.
كلنا عائدون الى الخيام.
ابتسمي ايتها الأرواح المقدسة فالورد، عبق الوجد سوف يعلو هذا الصيف فوق كل الجدران.
عائدون الى الخيام؛ لحن لامس الروح وفي القلب تنامى، كيف نترك الساحة والجدران إذا ما خفقت بالقلب ذكرى من كانوا في المكان. و في القلب ذكرى المكان. كلنا عائدون الى الخيام. لن يدخل الرعب قلوبنا هذه المرة رغم كل المجازر في الخيام.
وكأني بتلك المرأة العجوز الحنون وذلك الوجه الصبوح الذي تزينه التجاعيد وتزيده كل الإقدام قد صدم بما جرى في الخيام. وكأني بذاك الرجل يصيح اليوم كلنا عائدون الى الخيام؛ يبدو انه غريب وليس غريبا عن المكان وهو القائل لقد استبسل بالحفاظ على الأرض كل من كان في هذا المكان وقد خلعت أبواب بيوت ودكاكين وجدران لا بل تم تدميرها وتم تدمير كل الممتلكات في المكان. قتل ممنهج للبشر والشجر وكل الجدران.
وكأني افترش الارض مرة اخرى للحظات وانا العائدة مع جملة العائدين إلى أرض الخيام. بالكاد التقط انفاسي الهاربة وأتأمل كل ما حولي. كل شيء يتلوى ويصرخ يصاحب عودتنا الى الخيام. يتداخل كل شيء، الدمار الشامل للمكان. وجوه تنزف اليوم ألما واسى كأن الجنون قد عبث في المكان، كل ذلك من ذاكرة الحروب و الحرب الأخيرة وما علق في ذاكرة المكان من أحداث وتواريخ بطولة سردتها الحيطان في أحياء الخيام حين رأت أننا كلنا عائدون الى الخيام.
هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا
الواقع في 20 شباط، 2025
تعليقات: