الموسوي يجاهر بمراجعات وأزمات داخلية.. هل يغطيه الحزب؟

بدت رسالة نواف الموسوي عبر الميادين منسقة مع أعلى مرجعيات القيادة الجديدة للحزب (سوشيال ميديا)
بدت رسالة نواف الموسوي عبر الميادين منسقة مع أعلى مرجعيات القيادة الجديدة للحزب (سوشيال ميديا)


الترحيب الجماهيري الواسع بما أعلنه القيادي في "حزب الله"، النائب السابق نواف الموسوي، يخفي في المقابل استياءً تحدثت عنه وسائل الإعلام، إثر إخراج ملف داخلي يخضع لنقاشات واسعة، الى العلن، وبات المادة الأولى في التداول الإلكتروني والإعلامي.


قصور أمني

وقال الموسوي، الذي يتولى الآن مسؤولية ملف "الموارد والحدود" في الحزب، إن الحزب عانى خلال الحرب من "قصور"، وواجه "ثغرات كبيرة"، وارتكب أخطاء مكّنت إسرائيل من تحقيق انجازات على صعيد الاغتيالات وتفجير أجهزة النداء "البيجر".

ورأى الموسوي، في مقابلة مع قناة "الميادين" أنه "إذا عوضنا القصور، إذا أنهينا التقصير، إذا استطعنا حل الاختراقات التقنية والبشرية، لكبّدنا الإسرائيلي الخسائر". وقال إنه فوجئ بوجود السيد حسن نصر الله في الضاحية، عندما أُعلن استهدافه، كما أعرب عن استغرابه كيف لم يقنع الأمن، السيد هاشم صفي الدين، بالخروج من المنشأة التي تم استهدافه فيها. وقال إن الأمين العام الحالي الشيخ نعيم قاسم "يقوم بعمل استشهادي، الإنكشاف واضح، لأن الاحتلال سيستهدفه إذا حدد مكانه".


انتقادات علنية للأمن

وتمثل هذه التصريحات، الانتقادات العلنية الأولى للقصور الأمني الذي عانى منه الحزب خلال الحرب الأخيرة مع اسرائيل، وتصوّب علناً على المسؤولين الأمنيين في الحزب، لكنها حملت مؤشرات أساسية أخرى:

1 – باتت هذه الملفات موضع نقاش داخلي في أروقة الحزب، والآن تخرج للمرة الأولى الى الإعلام، وهو ما أثار حفيظة البعض، بتقدير أن الموسوي اعترف بها وأخرجها إلى التداول العام.

2 – تكشف هذه المعلومات أن هناك لجنة للتحقيق في كل ملفات الحرب وثغراتها، وما زالت قيد التشكيل، ولم يتم إقرارها بعد، حسبما يقول مواكبون لتصريحات الموسوي.

3 – لا يبدو أن تصريحات الموسوي خرجت بقرار شخصي، رغم أنه بادر الى كشفها.. الواضح أنه ينقل رسالة إلى الرأي العام وإلى جمهور الحزب، بأن الإخفاقات دخلت مجال المساءلة، وبدت الرسالة منسقة مع أعلى مرجعيات القيادة الجديدة للحزب. ومن الطبيعي، استناداً الى تجارب الموسوي السابقة، أن يتولى هو بالذات كشفها، كونه معروفاً بجرأته، وبشخصيته الجدلية.

4 – ما قاله الموسوي، يجيب على أسئلة مناصري الحزب وعناصره الذي تضرروا من حادثة "البيجر". فهذا النقاش، يدور على نطاق واسع بين جمهور الحزب، ولم يُعلن رسمياً عن أي اتجاه لمقاربته ومعالجته ومساءلة المسؤولين عن هذا الإخفاق الأمني. وفي رأي مواكبين لهذا التحرك، فإن قضية انفجار "البيجر" تحتل أولوية في الحزب، كونها ناتجة عن إخفاقات أمنية، وليست حدثاً خارجاً عن إرادتهم مثل الضربات الجوية والاختراقات التكنولوجية، وبالتالي تستدعي المحاسبة.

5 – عادة ما تكون التحقيقات في الملفات الأمنية، سرية، تدور في الأروقة الداخلية للحزب حيث يجري تقييم المرحلة والملفات، وتُتخذ القرارات على ضوئها. لكن حادثة من انفجار أجهزة "البيجر"، أكبر من القدرة على احتوائها أو وضعها ضمن إطار التحقيقات البشرية. لذلك، يُراد من هذا الكشف تشكيل قوة ضغط شعبية أيضاً، داخل بيئة الحزب، للتعامل مع الموضوع بجدية مطلقة.


إطراء شعبي

وتعامل الجمهور مع تصريحات الموسوي، وفقاً لما تم التخطيط له. في مواقع التواصل، ترحيب كبير بما قاله، وإطراء على جرأته في مقاربة ملف حساس من هذا النوع، يتخطى "المراجعات الداخلية" التي عادة ما يجريها الحزب. خاطب الموسوي جمهور الحزب بما يريد سماعه، وأيضاً بما هو غير معتاد عليه.

قد يكون نواف الموسوي الوحيد بين الشخصيات الجدلية في الحزب المخوّلة إخراج ما هو "سري" إلى الضوء. وهو الذي عُرف بـ"انفعاليته" في مواقع كثيرة، بينها "التصريحات العاطفية" في البرلمان قبل استقالته، أو عبر الشاشات في مقابلات قبل العام 2009. إضافة إلى تصرفه "الارتجالي" حين لاحق صهره السابق الى المخفر في الدامور، وهدده، بغرض حماية ابنته، وقوله آنذاك إنه تصرف "كأبّ" وليس كمسؤول، وأدت تلك الحادثة الى تجميده حزبياً، واستقالته من البرلمان.

تعليقات: