اليونيفيل تبحث مع اتحاد بلديات جبل عامل التحديات الراهنة والأولويات التنموية للمنطقة


في الأول من آذار 2025، عقدت وحدة التعاون المدني-العسكري في الكتيبة الإسبانية، إلى جانب قائد الكتيبة، اجتماعًا مع السيد علي طاهر ياسين، رئيس اتحاد بلديات جبل عامل، في بلدة مجدل سلم. جاء هذا اللقاء في إطار التعرف على الكتيبة الجديدة وبحث التحديات الجوهرية التي تواجه المجتمع المحلي، لا سيما في ظل التداعيات المستمرة للنزاع. وقد شكّل الاجتماع منصة لتعزيز التعاون وترسيخ العلاقات بين قوات اليونيفيل وأهالي المنطقة، بما يسهم في توطيد جسور الثقة المتبادلة.

أعرب السيد ياسين، خلال الاجتماع، عن امتنانه العميق للدور المحوري الذي تؤديه اليونيفيل في صون الأمن والاستقرار ضمن نطاق عملياتها، مشيدًا بإسهاماتها الحاسمة خلال النزاع. كما شدّد على ضرورة أن تتناغم جهودها مع الرؤية الاستراتيجية للحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، بما يعزز فاعلية المهام الموكلة إليها. وأكد الطرفان أن ترسيخ ثقة المجتمع المحلي وتعزيز التعاون المشترك يشكّلان ركيزة أساسية لضمان الاستقرار طويل الأمد في المنطقة.

وفي هذا السياق، استعرض السيد ياسين جملة من الأولويات الملحّة لاتحاد بلديات جبل عامل، وفي مقدمتها إعادة تأهيل الحديقة الطبيعية التي لحقت بها أضرار جسيمة جراء الحرب، لما تمثّله من أهمية بيئية وتنموية. كما شدد على ضرورة إعادة تأهيل الطرق الحيوية لضمان انسيابية الحركة وتعزيز الترابط بين البلدات. كذلك، أكّد على أهمية تعزيز أمن المواطنين وتحسين خدمات المرافق الصحية والطوارئ، بما في ذلك مستشفى ميس الجبل والمستوصفات المجاورة، لضمان استجابة فاعلة للاحتياجات الصحية المتزايدة. وختم بالإشارة إلى ضرورة إعادة بناء مقار البلديات، باعتبارها محورًا أساسيًا لضمان استمرارية الإدارة المحلية بفعالية وكفاءة.

وتناول الاجتماع أيضًا مبادرتين رئيسيتين في قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية، حيث تم التطرق إلى "برنامج المعصرة"، الذي يهدف إلى دعم مزارعي الزيتون عبر تقديم استشارات فنية متخصصة، لرفع إنتاجية بساتينهم وتعزيز دور هذا القطاع في تحفيز الاقتصاد المحلي. كما نوقش "برنامج روسينانتي"، الذي يُعنى بتوفير الدعم اللازم لرعاية وعلاج الماشية، ما يسهم في تحسين صحة المواشي وزيادة إنتاجية المزارعين، وبالتالي تحقيق الاستدامة الاقتصادية في القطاع الريفي.

ومن المحاور المهمة التي حظيت بنقاش مستفيض خلال الاجتماع، تنظيم يوم طبي في 11 آذار، بالتنسيق بين وحدة التعاون المدني-العسكري والأمانة العامة، حيث يهدف إلى توفير خدمات صحية أساسية للمجتمعات الأكثر احتياجًا. ويُشكّل هذا النشاط نموذجًا ملموسًا للتدخلات الفاعلة التي يمكن أن تقدمها اليونيفيل لدعم صحة وسلامة السكان المحليين، في ظل التحديات الراهنة.

كما تطرق الاجتماع إلى جهود إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية، حيث تمت مناقشة تقديم آليات البناء والمساهمة في إزالة الأنقاض من المناطق المتضررة جراء الحرب. وتأتي هذه المبادرات في سياق دعم عملية إعادة البناء، واستعادة الخدمات الأساسية، وتمكين المجتمع المحلي من الشروع في مسار التعافي وإعادة الحياة إلى طبيعتها.

واختُتم الاجتماع ببادرة رمزية جسّدت عمق التعاون بين الطرفين، حيث تم تبادل الهدايا تعبيرًا عن الالتزام المشترك بمواصلة العمل المشترك. وقد شكّل هذا اللقاء خطوة نوعية في تعزيز الشراكة بين اليونيفيل واتحاد بلديات جبل عامل، مما يرسّخ التزام اليونيفيل المستمر بتقديم الدعم الإنساني، وتطوير البنية التحتية، والعمل على تحقيق سلام مستدام واستقرار طويل الأمد في المنطقة.




تعليقات: