في خطوة نوعية لتعزيز الرعاية الصحية وتمكين المرأة في المناطق المتأثرة بالنزاعات، نظّمت الكتيبة الهندية التابعة لقوات اليونيفيل يومًا طبيًا متكاملًا في بلدة الفرديس، وذلك في إطار حملتها للاحتفال باليوم العالمي للمرأة في 7 آذار 2025.
تمحور هذا النشاط حول إجراء فحوصات للكشف المبكر عن السكري وفقر الدم، إلى جانب جلسات توعوية معمقة حول سرطان الثدي، والصحة النسائية، والنظافة الشخصية، ما ضمن حصول النساء على الرعاية الطبية الأساسية والمعرفة الصحية اللازمة لتعزيز رفاهيتهن. وقد شهد النشاط مشاركة 48 امرأة، استفدن من نهج متكامل يجمع بين الفحوصات الفورية والتوعية الصحية الهادفة.
انطلقت المبادرة بجمع عينات الدم لإجراء الفحوصات المخبرية للكشف عن السكري وفقر الدم، تلتها جلسات توعوية متخصصة تناولت سرطان الثدي، وصحة الدورة الشهرية، وأهمية العناية الذاتية. وبمجرد انتهاء الجلسات، كانت نتائج الفحوصات جاهزة، ما أتاح تقديم استشارات طبية فورية وتوزيع الأدوية اللازمة على النساء المشاركات. ولتعزيز الأثر التوعوي للحملة، تم توزيع منشورات طبية تثقيفية باللغة العربية، لضمان استدامة المعرفة ونقلها إلى نطاق أوسع داخل المجتمع. وقد أكدت هذه المبادرة على أهمية الكشف المبكر والرعاية الصحية الوقائية، لا سيما في ما يتعلق بالأمراض المزمنة مثل السكري وفقر الدم، لما له من دور حاسم في الحد من مضاعفاتها.
في البيئات المتأثرة بالنزاعات، لا يزال الحصول على الرعاية الصحية والتعليم الصحي يشكل تحديًا كبيرًا، خصوصًا بالنسبة للنساء، إذ إن الكشف المبكر عن أمراض مثل السكري، وفقر الدم، وسرطان الثدي قد يكون فارقًا بين الحياة والموت. من هنا، برزت هذه المبادرة كجسر حيوي لسد الفجوة في الخدمات الصحية داخل المجتمعات المحلية، حيث جمعت بين الرعاية الطبية الفورية والتثقيف الصحي، ما لم يقتصر على تقديم الرعاية فحسب، بل عزز أيضًا قدرة النساء على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتهن ورفاههن العام.
وتؤكد الكتيبة الهندية التزامها الراسخ بدعم السكان المحليين عبر مبادرات مستدامة في مجالي الرعاية الصحية والتوعية، لضمان حصول المجتمعات المتأثرة بالنزاعات على الرعاية التي تستحقها. وبدوره، صرّح الرائد ر. س. بانوكا، مسؤول المكتب الإعلامي للكتيبة الهندية، بأن هذا النشاط يُعدّ جزءًا من فعاليات اليوم العالمي للمرأة التي نظّمتها الكتيبة، مشيرًا إلى أهمية مثل هذه الأنشطة التي تعزز الترابط المجتمعي، وتنشر الوعي الصحي، وتوفر منصة مباشرة يتفاعل من خلالها جنود حفظ السلام مع السكان المحليين لفهم احتياجاتهم ومتطلباتهم بشكل أكثر دقة وفعالية.
تعليقات: