المهندس عدنان سمّور
عندما يُكثر الفرعون من إصدار قراراته الفرعونية ، التي تدهش شعبه واعداءه وحلفاءه وخبراءه ، وتبعث أصحاب العقول على الإبتسام لشدة مخالفتها لقواعد العقل والمنطق والطبيعة البشرية ، وبعد كل هذا يعجز الفرعون عن تطبيق معظم قراراته الفرعونية ، عند ذلك على العقلاء أن يستنتجوا أن الفرعنة تعيش آخر أيامها ، والفرعون يكتفي بالفرعنة الكلامية ، بعدما خسر قدراته في ممارسة فرعنتة الفعلية ، وهو يعيش حالة هذيان سياسي واستراتيجي وأخلاقي ، نتيجة انفصاله عن الواقع الذي أوصلته أخطاؤه ونزواته ونقاط ضعف نظامه إليه . علينا في هذه اللحظة التاريخية الحرجة والمكثفة والغنية بالدلالات والخلاصات والحكمة ، أن نقف بخشوعٍ وخضوعٍ واعتراف بالجميل ، أمام دماء الشهداء وعوائلهم الشريفة وجراحات الجرحى وأسرهم النبيلة ، وتضحيات المجاهدين الأعزاء وعائلاتهم الكريمة ، وكل من ضحى وتحمل من خسارة بيته ومركز إنتاجه وأرزاقه ، في مواجهة مشاريع الهيمنة والإستعمار الغربي على امتداد العالم ، ونسأل الله أن يعتبر كل هذه الجهود المباركة في ميزان أعمالهم التي أوصلت العالم إلى مشاهدة وعيش تفاصيل سقوط هذا النظام العالمي الغربي الجماعي بزعامة أميركا ، الذي نشأ وبنى حضارته وإنجازاته على إبادة واغتصاب حقوق الشعوب المستضعفة ، هذا النظام العالمي المتغطرس والظالم والمجرم والقاتل والقبيح ، الذي يلفظ انفاسه الأخيرة في هذه الأيام الصعبة والعصيبة على بني البشر ، ولكنها تحمل في طياتها البشرى لأحرار العالم بالخلاص المشرِّف الآتي .
تعليقات: