صبحي القاعوري: إلى الرئيس برّي.. بين الاحتلال والانتهاكات، أين موقف الدولة؟

الرئيس نبيه برّي
الرئيس نبيه برّي


دولة الرئيس نبيه برّي،

نخاطبكم بصفتكم رئيس السلطة التشريعية المناط بها الرقابة على أعمال الحكومة ومحاسبتها، وهي مسؤولية لم تُمارَس منذ زمن بعيد. كما نخاطبكم بصفتكم أحد قطبي المقاومة، والمُكلّف رسميًا من القطب الآخر بإدارة محادثات وقف إطلاق النار مع العدو الإسرائيلي، بعد الضربة الموجعة التي تلقّتها تل أبيب، والتي دفعت رئيس وزرائها إلى الاستنجاد بالوسطاء. هرع على إثرها هوكشتاين إلى لبنان، وتبعه الوسيط الفرنسي، دون أن يرفّ لهم جفن أو يحرّكوا ساكنًا عندما دمّرت إسرائيل مدننا وبلداتنا في الجنوب، وقصفت الضاحية وبعلبك والهرمل، مستهدفة كل بيت شيعي في لبنان، ومع ذلك، لم نصرخ.

تم الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الحكومة اللبنانية والعدو الإسرائيلي، والتزمت المقاومة بالاتفاق، فيما التزمت الدولة بالدفاع عن أرض الوطن. لكن، هل يمكن الوثوق بإسرائيل؟ لقد ورّطت الدولة معها أولئك "السياديين" الذين ينادون ببسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، رغم أننا أكدنا منذ اللحظة الأولى أن إسرائيل لن تلتزم بالاتفاق، نظرًا لتاريخها الحافل بنقض القرارات الدولية. وها هي لم تخيّب ظننا، إذ بدأت خروقاتها بحرًا وجوًا وبرًا، وتوغّلت في مدن وبلدات لم تتمكن من دخولها أثناء القتال. أما الدولة، فوقفت عاجزة، لا تفعل سوى الاستجداء من لجنة الرقابة والدول الراعية للاتفاق، التي تعمل جميعها لصالح العدو، باستثناء العضو اللبناني في اللجنة. وفي المقابل، لزم "السياديون" الصمت، وكأن أقل ما يمكنهم المطالبة به هو تحرير الأرض، بدلًا من تحرير المدارس!

دولة الرئيس،

نخاطبكم بصفتكم زعيم طائفة في دولة الطوائف، والمؤتمن على أرواح أبنائها وممتلكاتهم التي دمّرها العدو. بعد ستين يومًا من الدمار، إضافة إلى المدة الإضافية، عدنا إلى منازلنا لنرمّم ما يمكن إصلاحه، فوجدنا من يمنعنا من الترميم بل يهدم ما بنيناه، ويحرّر بحقنا مخالفات! ليس نتنياهو هذه المرة، بل أفراد من القوى الأمنية. ونحن لا نريد افتعال مشاكل مع هؤلاء، فهم في نهاية المطاف أبناؤنا. ولكن، هل باعت الدولة الأرض؟ أم تنازلت عنها؟ أم خضعت لتهديدات نتنياهو أو تعليمات أميركية؟

ليس عيبًا أن تنسحب الدولة من الاتفاق، ما دامت إسرائيل لم تلتزم به أصلًا، وأن تترك أمر الدفاع عن الأرض لأبنائها.

الحاج صبحي القاعوري

تعليقات: