سعيد زويهد: عن موائد الإفطار وصورة الوطن المذبوح قهرًا وظلمًا واستباحة

الشيخ سعيد زويهد على رأس إحدى التحركات الوطنية الاحتجاجية
الشيخ سعيد زويهد على رأس إحدى التحركات الوطنية الاحتجاجية


أفتح التلفاز، فتتصدّر مشاهد موائد الإفطار نشرات الأخبار، حيث يتسابق أصحاب المعالي والسعادة إلى مقاعدهم، لتكتمل بذلك صورة الوطن المذبوح قهرًا وظلمًا واستباحة.

يحزنني أن أراهم وقد امتلأت بطونهم بما لذّ وطاب، بينما في الجهة الأخرى، تقف امرأة سبعينية بين المتظاهرين، تشكو ظلم المصرف الذي نهب جنى عمرها، ورجل ثمانيني يحمل يافطة في الشارع، يطالب بحقه المسلوب ووديعته المنهوبة، وتعب سنين حياته المسروق.

يحزنني أن أسمع في العلن أصوات الشجب والاستنكار، بينما لا أرى فاسدًا واحدًا خلف القضبان.

ويسألونني: لماذا أنت حزين؟

أبتسم وأقول: لأنني في لبنان!

كان يا ما كان، في أيام الزمان، كان للعدل سيفٌ وللحق تاجٌ وصولجان، وكان لبنان وطن الأمن والأمان. أما اليوم، فلا خلاص للوطن من عبث قبائل الزعران وشريعة الغاب، ولا أمل لنا إلا بتحقيق ما ورد في خطاب القسم. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: متى؟ وكيف؟

ومع ذلك، سنمضي في نضالنا ولن نفقد الأمل.

عندما يفقد الإنسان الأمل، يظلم العالم في عينيه، ويبدو كل شيء صعبًا ومستحيلًا. لكن في تلك اللحظات القاتمة، قد تكفي خطوة صغيرة نحو التغيير لتعيد الأمل إلى القلوب. أحيانًا يكمن الأمل في الصمود رغم الصعوبات، في التمسك باللحظات التي تذكّرنا بأن العدل لا بد أن ينتصر، وأن الحق لا يموت، وأن حب الوطن سيظل نابضًا في قلوبنا إلى الأبد!

بحبك يا لبنان يا وطني!

س. ز.

تعليقات: