من كتاب غرنيكا الخيام للدكتور يوسف غزاوي
لا يمكن للزائر أن يأتي إلى الخيام أو يتصفح تاريخها دون أن تفوح في ذاكرته رائحة عطرة لنسائها اللواتي صنعن تاريخًا استثنائيًا، ليس فقط بعلومهن وفنونهن، بل بقدرتهن على إدارة شؤونهن وتحدي الصعاب رغم كل العوائق.
ما ترسّخ في وجداني هو أن الخيام مدينة تعدّدت فيها الآراء والأذواق، لكنها بقيت راسخة. كتب عنها الشعراء، ورسم جمالها الفنانون، ومع ذلك، ظلت الخيام كما هي، نابضة بالحياة والروح.
وجدتُ نفسي مدفوعة تلقائيًا للبحث عن الهوية في ثراء العلاقة بين المرأة والمكان. وللهروب من اغتيال الفكرة التي ظلت تطاردني حتى الرمق الأخير، قررت أن أكتب عن المرأة الخيامية، مستلهمة إيقاع حياتها الذي يتأرجح بين الحب والكراهية، الحق والظلم، العقل والجنون، البراءة والإجرام.
واليوم، وقد تحولت سيرة المرأة الخيامية إلى أسطورة بفعل صمودها التاريخي، أكثر من كونها مجرد شخصية موثّقة في كتب التاريخ، فإنها تظل شاهدة على إرادة استثنائية وقدرة عظيمة على مواجهة الواقع بعزم وتصميم.
لقد كانت المرأة الخيامية، وستبقى، امرأة صلبة معطاءة، خرجت من رحم الأرض الصلبة والتراب الزاكي، لتجسّد ثراء العلاقة العميقة بين المرأة والمكان.
هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا
الواقع في 24 آذار، 2025
تعليقات: