تبقى القدرة على الصمود هي من ترسم معالم المرحلة المقبلة، فثمة واقع عصيب اليوم لكنه لن يدوم كثيراً (أ ف ب)
ملصقات على المنازل تحذر السكان من دفع الثمن غالياً واستهداف البيوت الموقتة بالمسيرات والـ يونيفيل شاهدة
ملخص
استغرب خريس اختياره تحديداً في هذا الكتاب، وقال رداً على سؤال بهذا الشأن "اسألوا الإسرائيليين، فأنا لا أعلم لماذا وجهوا إلى مثل هذا الكتاب، ومن أكون أنا أصلاً كي أمنع أحداً من العودة إلى كفركلا؟".
يفسر كثير من المحللين السياسيين والعسكريين جميع الأعمال الحربية التي ما فتئت إسرائيل تشنها على المناطق الحدودية الجنوبية بأنها تصب في خانة منع سكان القرى الحدودية، وتحديداً القرى الواقعة في الحافة الأمامية من العودة إلى بيوتهم بهدف خلق منطقة عازلة.
وتتمثل هذه الأعمال بقصف البيوت الجاهزة التي يسعى الأهالي إلى وضعها في أماكن بيوتهم المدمرة كبديل موقت قبل بدء تعميرها، إلى التسلل إلى أطراف هذه البلدات وإطلاق النار في أوقات متفاوتة، لا سيما في ساعات الليل، وكان آخرها تعليق أوراق بأسماء مواطنين تطلب إليهم منع عناصر "حزب الله" من العودة للقرى الحدودية.
فمنذ يومين وجدت عائلة علي حمود أثناء تفقد منزلها المدمر في بلدة كفركلا (قضاء مرجعيون) أوراقاً ألصقت بمادة صمغية على عدد من الجدران، موجهة إلى أحد أبناء البلدة باسم عباس علي صالح (خريس) بمثابة تنبيه وتحذير مفاده "تم استهداف منزلك بسبب استغلاله كمنشأة لمصلحة (حزب الله) الإرهابي. الحزب يعرض حياتك وحياة عائلتك للخطر. الخيار بيدك فلا تسمح لعناصر الحزب بالعودة أبداً وعلى الإطلاق، لا لبيتك، ولا للمنطقة بعامة حتى لا تتعرضون للخطر. لا تجعل عائلتك وأهلك وجيرانك يدفعون الثمن غالياً. وقد أعذر من أنذر".
وفي اتصال لـ"اندبندنت عربية" مع عباس علي صالح خريس أكد أنه "صاحب الاسم المعني بهذا الكتاب التحذيري"، لكنه لفت إلى أن "البيت الذي علقت على جدرانه هذه الأوراق يعود إلى ابنة أختي وعائلتها النازحة إلى منطقة النبطية وليس لعائلتي. أنا لا أسكن في كفركلا حالياً، ولم أعد إليها بسبب تدمير بيتي وبيت العائلة، ما زلت نازحاً إلى البقاع منذ أكثر من سنة".
واستغرب خريس اختياره تحديداً في هذا الكتاب، وقال رداً على سؤال بهذا الشأن "اسألوا الإسرائيليين، فأنا لا أعلم لماذا وجهوا إلى مثل هذا الكتاب، ومن أكون أنا أصلاً كي أمنع أحداً من العودة إلى كفركلا؟".
تدمير البيوت الجاهزة
وشنت مروحية إسرائيلية من نوع "أباتشي" مساء الخميس الماضي ثلاث غارات متتالية على بيوت جاهزة للسكن في بلدة الناقورة في قضاء صور بجنوب لبنان فدمرتها. وتزامناً دوت صافرات الإنذار في المركز الرئيس لقوات "يونيفيل" في البلدة الحدودية. وسبق هذه الغارات في خلال النهار أن استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة من نوع "رابيد" على طريق بنت جبيل - يارون في محلة الدورة، وأصابتها من الجهة الخلفية. وأشارت وزارة الصحة اللبنانية إلى سقوط جريحين جراء الغارة. وبعد الظهر استهدفت الطائرات الإسرائيلية سيارة أخرى من نوع "رابيد" في بلدة علما الشعب الحدودية (قضاء صور). وأعلنت غرفة طوارئ وزارة الصحة أن الغارة أدت إلى إصابة مواطن بجروح.
وفي الـ23 من مارس (آذار) الماضي استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية منزلاً جاهزاً في بلدة الناقورة، كان وضعه قبل يوم من استهدافه أحد أبناء البلدة فوق ركام منزله فدمرته. وكذلك أقدم الجيش الإسرائيلي ليلاً على استهداف عدد من المنازل الأخرى الجاهزة في بلدة شيحين (في قضاء صور)، كما قصف أيضاً خيمة خاصة بالمناسبات قيد الإنشاء من دون وقوع خسائر بشرية. واستهدفت مسيرة إسرائيلية صباحاً سيارة من نوع "كيا" في عيتا الشعب (بنت جبيل)، مما أدى إلى مقتل سائقها حسن نعمة الزين، بعدما دمرت غارة أخرى فجراً مقهى يملكه الزين في البلدة الحدودية.
ويتنقل الاستهداف الإسرائيلي للبيوت الجاهزة من قرية حدودية إلى أخرى، فقد سبق أن استهدفت مسيرة إسرائيلية بيوتاً جاهزة في بلدة كفركلا، إذ استهدف الطيران المسير الإسرائيلي فجر الأحد الـ30 من مارس الماضي عدداً من البيوت الجاهزة في بلدة كفركلا الحدودية، مما أدى إلى تدميرها. وكانت بلدية كفركلا قد وضعت إحداها كمركز لـ"مجلس الجنوب" بغية استقبال مراجعات الأهالي ومستنداتهم في عملية مسح الأضرار.
وسبقها ليلاً تضرر عدد من المنازل والسيارات جراء تمشيط إسرائيلي مكثف بالأسلحة الرشاشة على الحي الشرقي في بلدة كفرشوبا (قضاء حاصبيا). وألقت كذلك مسيرة إسرائيلية قنبلتين صوتيتين باتجاه تجمع للأهالي في ساحة بلدة يارون في قضاء بنت جبيل. وصباح الأربعاء الماضي استهدف الجيش الإسرائيلي بيتاً جاهزاً في ساحة بلدة يارون عبر مسيرة، مما أدى إلى تدميره من دون وقوع إصابات.
حرب المنطقة العازلة
يرى النائب السابق على لائحة "حزب الله" المحامي نزيه منصور أن "ما يفعله الإسرائيليون من تهديدات متواصلة لأبناء القرى الحدودية، من قصف واغتيالات وتدمير البيوت الجاهزة وإبقاء مسيراتهم وطائراتهم الحربية في الأجواء الجنوبية والتصعيد المستمر ووضع رسائل تهديد للعائدين هو جزء من حرب نفسية وعسكرية وإعلامية وسياسية تهدف أولاً إلى إيجاد منطقة عازلة أو شبه معزولة بين لبنان وفلسطين، وعدم السماح بعودة الناس وتيئيس البيئة الشيعية وتحديداً بيئة "حزب الله"، وإيصال الجنوبيين إلى مرحلة متقدمة من القلق والخوف بجعل مناطقهم غير آمنة أو لن تكون كذلك، فيجب ألا تعودوا إليها".
وجدت عائلة حمود أثناء تفقد منزلها المدمر أوراقاً ألصقت على عدد من الجدران (مواقع التواصل)
تعليقات: