يتخوّف البعض من أن «يكون الإهمال محاولة سياسية لعرقلة وصول بعض المرشحين إلى سدّة رئاسة البلدية» (مروان بوحيدر)
تحلُّ الانتخابات البلدية على قرى الشريط الحدودي الجنوبي، في ظروف معقدة هذه المرة. فالقرى التي دمّرها العدو الإسرائيلي بشكل شبه كامل، وسلب منها مقومات الحياة، تجد نفسها اليوم أمام تحدي انتخاب بلدياتها، على وقع الاعتداءات الإسرائيلية اليومية، وفي ظلّ انقطاع الخدمات العامة الأساسية، بسبب تدمير البنية التحتية.
وتتزامن هذه التعقيدات، مع تقاعس الجهات المعنية، وخاصة وزارة الداخلية عن القيام بدورها كاملاً، وفقاً لرؤساء بلديات وأهالي تلك القرى، الذين اشتكوا من غياب التنسيق الجدّي معها.
وأوضح رئيس بلدية إحدى القرى الحدودية، لموقع «الأخبار»، أنه «أُبلغ من قبل جهات رسمية، عن خطة لإجراء انتخابات بلدته في مدينة بنت جبيل، رغم الدمار الكبير الذي لحق بمراكزها ومدارسها»، مشيراً إلى أن «هذا الاقتراح ليس مناسباً للأهالي الذين نزحوا إلى مناطق بعيدة، لأن الخطة لا تشمل تأمين وسائل النقل لهؤلاء إلى المراكز المُقترحة».
وفي السياق نفسه، كشف مصدر ميداني، لموقع «الأخبار»، أن «بعض أهالي بلدات القرى الحدودية، اقترحوا إجراء الانتخابات في بيوت وغرف جاهزة، كان قد تم تأمينها من قبل جمعية «وتعاونوا»، لكن الوزارة رفضت الأمر لأسباب مجهولة»، مطالباً وزارة الداخلية ، بـ«تكثيف جهودها في تلك القرى، من أجل تأمين مناخ انتخابي آمن وعادل».
وعبّر رئيس بلدية عيترون، سليم مراد، لموقع «الأخبار»، عن استيائه بسبب «تغييب ملف إعادة الإعمار عن القرى الأمامية من قبل الدولة، دون أن يلوح أيّ مؤشر واضح في الأفق حول ذلك»، لافتاً إلى أنه «يجب أن يكون هذا الملف من أولويات وزارة الداخلية، لارتباطه مباشرةً في تسهيل العملية الانتخابية، والتي يقع تنظيمها على عاتق الوزارة».
ورغم أن الجهات المعنية «لم تجب حتى الآن عن أسئلة البلدية التي تتعلّق بكيفية تأمين أماكن الاقتراع والكهرباء وغيرها من الخدمات الأساسية»، أكد مراد التزامه بـ«الانخراط في العملية الانتخابية كباقي أبناء الوطن».
أما بلدة رب ثلاثين، فهي «شبه مستبعدة عن الاستحقاق البلدي»، بحسب ما عبّر رئيس بلديتها، علي بركات، لموقع «الأخبار»، لافتاً إلى أن «وزارة الداخلية لم تتواصل مع البلدية إطلاقاً». كما كشف أنه طلب من الجهات المعنية، إعادة صيانة إحدى المدارس من أجل إجراء الانتخابات فيها، ولا يزال ينتظر الرّد.
وعن وجود خطة بديلة في حال عدم تجاوب الوزارة مع البلدية، بيّن بركات أن «هناك دعوات من الأهالي، لقيام مبادرات فردية من أجل تأمين النقل لأبناء البلدة الذين نزحوا إلى مناطق بعيدة»، مشدداً على أن «الأهالي مستعدون لإجراء الانتخابات على التراب، كما قال رئيس مجلس النواب، نبيه بري».
وفي الإطار نفسه، يتخوّف بعض أهالي القرى الحدودية من أن «يكون هذا الإهمال بحق بلديات الشريط الحدودي، محاولة سياسية لعرقلة وصول بعض المرشحين إلى سدّة رئاسة البلدية، تزامناً مع الضغوط التي تُمارسها الإدارة الأميركية على الدولة اللبنانية لإقصاء فئة سياسية معينة».
في المقابل، أكد رئيس بلدية ميس الجبل، عبد المنعم شقير، لموقع «الأخبار»، أن «التنسق بين البلدية ووزارة الداخلية لتسهيل العملية الانتخابية يجري بشكل جيّد»، مشيراً إلى أنها «أرسلت فريقاً لمعاينة بعض المراكز التي لا تزال صالحة للاستخدام».
يذكر أن وزير الداخلية، أحمد الحجار، كان قد أعلن، في بيان، أن الانتخابات البلدية والاختيارية ستجرى «على مدى أربعة أسابيع - بين 4 أيار و25 منه - يوم أحد انتخابي لكل محافظة أو محافظتين معاً، تبدأ بمحافظة الشمال وعكار، ثم جبل لبنان، فبيروت والبقاع، ثم الجنوب والنبطية».
ستجرى الانتخابات «على مدى أربعة أسابيع، يوم أحد انتخابي لكل محافظة أو محافظتين معاً» (مروان بو حيدر)
هناك دعوات من الأهالي لقيام مبادرات فردية من أجل تأمين النقل لأبناء البلدة (مروان بو حيدر)
اقترح بعض أهالي بلدات القرى الحدودية إجراء الانتخابات في بيوت وغرف جاهزة (هيثم الموسوي)
تعليقات: