في 24تموز 2024 القى بنيامين نتنياهو خطاباً مجافياً للحقيقة ولواقع مجريات الاحداث الاجرامية التي يقوم بها جيش الكيان في غزة ، وكان جزء كبير من اعضاء الكونغرس غائبين عن اللقاء ، احتجاجاً على الابادة الجماعية الحاصلة في غزة ، ولكن ادارة بايدن ملأت القاعة بشخصيات لا علاقة لها بالكونغرس ، وكلما فتح نتنياهو فكيه الداميتين ليكذب ، يقف اعضاء المجلس والحضور الكومبارس ، ويظلوا يصفقوا بطريقة بلهاء الى ان يتعبوا ، فيعاودوا الجلوس ، لدرجة توهم معها نتنياهو ، انه صار ملكا على اميركا وعلى غرب اسيا ، ووعد بأنه سيغير المنطقة والعالم ، خدمة للديمقراطية الغربية ، وأكد انه يقود حرب الدفاع عن الحضارة الغربية ، ضد الارهابيين المتوحشين ، والشرقيين والمسلمين وكل من يعارض اميركا والغربيين ، الذين يشكلون خطراً داهماً ، على الحلم الليبرالي الغربي البريء والحضاري والانساني .
ولكن بالأمس حين جلس بنيامين نتنياهو بين يدي استاذه في الاجرام والغدر والتغول ، وشريك اسرائيل الابرز ، وحاميها من المنظمات الدولية ، والمحاكم وقرارات مجلس الامن ، وكل مايزعجها في جرائمها وتطهيرها العرقي وعدوانها وافسادها ، الرئيس دونالد ترامب ، وبعد ان اهداه نتنياهو مجسم لبيجر ذهبي في الزيارة الماضية ، كرمز لشراكتهم في جريمة الذكاء الصناعي التي نفذوها بشكل مخالف لقوانين الحروب ولقوانين الانسانية ، وكأن السيد ترامب قام بتفجير البيجر بزميله نتنياهو خلال هذه الزيارة ، ولقد لاحظ العالم بوضوح شديد ، خيبة نتنياهو البادية في نظراته التائهة والحائرة والباحثة عن عظمةٍ ، دمرها نفس الذي وهبه اياها زوراً وادعاءً ووهماً في الزيارات السابقة ، خاصة عندما شاهد نتنياهو الفرح الاستثنائي البادي على ترامب ، نتيجة قبول ايران بالتفاوض مع اميركا ، ولو بشكل غير مباشر ، ورغم اضطرار السيد ترامب للكذب بأن مفاوضات اميركا مع ايران ستكون مباشرة وعلى اعلى المستويات ، وهذا الأمر يؤكد ان الذي يمنحك حق غيرك وغيره باطلاً وظلماً وعدواناً ، سيكشفك عندما يقرر سحب ما منحك اياه ، وستظهر عيوبك وضعفك وحقيقتك امام العالم، بطريقة مخزية ومعيبة ، ومن يعطيك حقك ويساعدك لتحصيل حقوقك المسلوبة منك وفاءً للحق والحقيقة ، لن يتخلى عنك في الشدائد ، وستبقى انت سيداً ومحترماً ومقدراً امام العالم الحر ، ولو كنت في اقصى درجات ضعفك ، او في اقصى تكالب عدوك عليك ، ورحم الله سيد شهداء الانسانية السيد حسن نصر الله الذي كان يقول لمن يلعبون دور العميل ، ويتشدقون باطلاً بالسيادة ، كان يقول لهم دوماً ،"أنتم خدم اذلاء وعبيد عند مشغِّليكم ، ونحن سادة احرار وشرفاء عند الولي الفقيه .
ان مفاوضات السبت القادم بين اميركا وايران في عُمان ، ستفتح صفحة جديدة في وضع المنطقة ، وستكون هذه الصفحة لمصلحة ، شعوب المنطقة ، ومحور المقاومة بإذن الله ، ولننتظر ونتعلم ، كيف يكون الوفاء للشعوب وحقوقها ، وللمضحين ، والمقاومين والشهداء .
ع.إ.س
باحث عن الحقيقة
08/04/2025
تعليقات: