أتمّت الكتيبة الهندية (INDBATT)، العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، بنجاح حملة تطعيم ضد الحمى القلاعية، والتي أُطلقت في 6 آذار 2025. وتُعد هذه الحملة محطة مهمة في التزام الكتيبة المستمر بدعم صمود المجتمعات المحلية وتعزيز سبل عيشها ضمن نطاق منطقة مسؤوليتها.
وخلال فترة الحملة، نظّمت الكتيبة الهندية 11 مخيمًا للتطعيم في جميع القرى الواقعة ضمن نطاقها، كما وفّرت نقطة تطعيم يومية في موقعها التابع للأمم المتحدة، ما أتاح استمرارية الحصول على اللقاح. وقد تم تطعيم ما مجموعه 15,540 رأسًا من الماشية، مما ساهم في حماية مصدر رزق رئيسي للرعاة والمزارعين في المنطقة.
وفيما يتعلق بقرية بورغوز، حالت القيود الأمنية، الناتجة عن وجود ذخائر غير منفجرة، دون إقامة مخيم بيطري فيها. وبدلًا من ذلك، تمت دعوة راعٍ ممثل عن القرية لاستلام اللقاحات وتوزيعها على المجتمع المحلي. ونظرًا لخبرة الرعاة المحليين في إعطاء لقاحات الحمى القلاعية، فقد ضَمِن هذا النهج عدم استثناء أي قرية من الاستفادة من الحملة.
وقال العقيد أجيت سينغ نيغي، قائد الكتيبة الهندية:
"لقد كنا مصممين على إتمام حملة التطعيم هذه قبل حلول الفترة المتوقعة لظهور الحمى القلاعية في شهر نيسان، لضمان حماية الماشية في الوقت المناسب وتعزيز جاهزية المجتمعات". وأضاف: "لم يكن هدفنا الوقاية من المرض فقط، بل تمكين المجتمعات من خلال حماية أعز ما تملك – حيواناتها".
من جهته، قال الرائد رانجان سينغ بهانوكا، مسؤول مكتب الإعلامي في الكتيبة الهندية:
"تعكس هذه الحملة الأثر المباشر الذي يمكن أن يحدثه حفظة السلام في حياة المجتمعات المحلية". وتابع: "في بيئة ما بعد الصراع، يكاد الوصول إلى الرعاية البيطرية الأساسية يكون معدومًا. وقد كان تأمين لقاحات الحمى القلاعية شبه مستحيل بالنسبة للرعاة المحليين، وجاءت جهودنا لتسدّ هذه الفجوة الأساسية. فبالنسبة لتلك العائلات، تعني الماشية السليمة حياة مستقرة، وأمنًا غذائيًا، وبقاءً اقتصاديًا".
وقد عبّر الرعاة المحليون في مختلف أنحاء المنطقة عن امتنانهم العميق لهذه الحملة، مشيرين إلى أن مثل هذا النوع من الدعم نادر للغاية ولا يُقدّر بثمن في ظل ظروف ما بعد النزاع. إذ لم تقتصر المبادرة على تقديم المساعدة الطبية فحسب، بل ساعدت أيضًا في استعادة الإحساس بالأمان والأمل والكرامة لدى المجتمعات التي تسعى لإعادة بناء حياتها.
ويواصل النهج الشامل للكتيبة الهندية في عمليات حفظ السلام تعزيز العلاقات المدنية-العسكرية، ودعم جهود التعافي المستدام في جنوب لبنان.
تعليقات: