ندوة في المجلس الثقافي للبنان الجنوبي حول “استقلالية القضاء وإصلاحه” بمشاركة القاضية نجاة أبو شقرا


ضمن نشاطاته الدورية، نظّم المجلس الثقافي للبنان الجنوبي ندوة بعنوان “استقلالية القضاء وإصلاحه”، في مقره الكائن في برج أبي حيدر – بيروت، شاركت فيها رئيسة نادي قضاة لبنان القاضية نجاة أبو شقرا، وقدّمتها المحامية وداد يونس، نائبة الأمين العام للمجلس، بحضور حشد من المتابعين والمهتمين بالشأنين القانوني والقضائي.

افتتحت المحامية يونس الندوة بمقدمة طرحت فيها سلسلة من الأسئلة الجوهرية التي تمسّ جوهر الأزمة القضائية في لبنان، متسائلة عن أسباب المماطلة في المحاكم، والانتهاكات المتكررة لحقوق المتظاهرين، واستمرار ممارسات التعذيب، إضافة إلى تفشي الرشوة وتأخر إصدار الأحكام والتشكيلات القضائية، وتأخير التعيينات القضائية، معتبرة أن هذه الأسئلة تشكّل صدىً لما يتداوله اللبنانيون يوميًا.

وأشارت يونس إلى أهمية تناول هذه القضايا من قبل شخصية قضائية لها باع طويل في العمل القضائي، معتبرة أن القاضية نجاة أبو شقرا، التي شغلت مناصب قضائية عدة من صيدا إلى عاليه، وتُعدّ أول سيدة تتولى منصب قاضي تحقيق عسكري في لبنان، مؤهلة لطرح رؤية إصلاحية شاملة، خصوصًا أنها تتولى ملفات حسّاسة مثل الإرهاب، والتعامل مع العدو، والمخدرات. كما أنها أستاذة في كلية الحقوق بجامعة الحكمة، وانتُخبت مؤخرًا رئيسة لنادي قضاة لبنان.

بدورها، استعرضت القاضية أبو شقرا في كلمتها واقع القضاء اللبناني، بدءًا من العوائق التي يواجهها الجسم القضائي في عمله اليومي، مرورًا بإشكاليات التشكيلات والتعيينات، وعلاقة القضاء بالسلطة التنفيذية، وصولًا إلى التحديات الكبرى التي يواجهها القضاة في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة.

كما تناولت القاضية أبو شقرا مواضيع بارزة مثل العفو العام، واكتظاظ السجون، والبطء في المحاكمات، إضافة إلى الإشكالات المرتبطة بالعلاقة مع الضابطة العدلية، فضلاً عن ظروف نشوء "نادي قضاة لبنان" ودوره ومهامه، مشددة على أن النادي يعمل تحت مظلة قانون الجمعيات وقد نال العلم والخبر أصولًا.

شهدت الندوة تفاعلًا لافتًا من الحضور، حيث طُرحت أسئلة متنوّعة على القاضية أبو شقرا، من بينها مداخلة للنائب فراس حمدان، وقد أجابت القاضية على الأسئلة المطروحة بإسهاب وشفافية.

وفي ختام اللقاء، قدّم الأمين العام للمجلس الدكتور عبدالله رزق هدية رمزية للقاضية أبو شقرا، تمثّلت بمجموعة من إصدارات المجلس الثقافي للبنان الجنوبي.




تعليقات: