استياء في برجا من التوافق البلدي بين الأحزاب

(هيثم الموسوي)
(هيثم الموسوي)


الاجتماعات التي تكثّفت أخيراً بين الأحزاب في برجا (إقليم الخروب) أثمرت، وفق بيان مشترك صدر أول أمس عن مسؤولي الجماعة الإسلامية وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الشيوعي في البلدة، عن السعي إلى «تشكيل مجلس بلدي توافقي، والتوافق لتوحيد الجهود بما يخدم نهضة إنمائيّة متكاملة تستحقّها برجا وأبناؤها».

غير أن البيان أثار غضباً في البلدة التي تُعد ثانية كبرى بلدات الشوف لناحية المساحة وعدد أعضاء المجلس البلدي (21 عضواً و11 مختاراً)، والتي ينتخب من أبنائها نحو 7 آلاف من أصل أكثر من 16 ألف ناخب بينهم ضباط وعسكريون.

وسجّلت فاعليّات اجتماعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي اعتراضها على «صوْغ تحالفات بين الأحزاب المتصارعة أنتجت سابقاً مجالس بلديّة من دون إنماء»، وعلى «فرض التحالفات على الأهالي بالقوّة»، مع التذكير بأن «الاتفاق بين الأحزاب السياسية يُنتج مجالس غير متجانسة ومن دون قدرة على تنفيذ ما تعد به».

ويتردّد أن بعض فاعليات البلدة بدأت مشاورات لتشكيل لائحة مضادّة، وأن تواصلاً بدأ مع ابن البلدة المغترب في فرنسا أحمد رمضان لترؤسها.

بعض فاعليات البلدة

بدأت مشاورات لتشكيل

لائحة مضادّة

إمام «الجامع الكبير» المسؤول عن أرشفة التراث البرجاوي، الشيخ جمال بشاشة، أكّد أنّ «برجا لا يمكن اختصارها بالأحزاب، ونحن نعترض على المحاصصة لا على الحزبيين أنفسهم»، مشيراً إلى أنّ «اعتراضنا نابع من أنّ العمل البلدي على مدى 27 عاماً لم يحقّق نقلة نوعيّة على صعيد العمل الإنمائي، بل فشلت غالبية العهود في تحقيقه، وآخر هذه العهود كان من إنتاج الأحزاب السياسية».

ولفت إلى أنّ «للتوافق معايير ومواصفات محدّدة، والتوافق الحزبي وصفة غير ناجعة، إذ إنّ أي اختلاف سياسي في المستقبل سينعكس حكماً على المجلس البلدي وأدائه»، لافتاً إلى أنّ «المطلوب هو ترشيح أهل الاختصاص الملمّين بالعمل الاجتماعي».

مصادر حزبية أوضحت أنّ «الاتفاق مبدئي، وسيكون القرار النهائي بتشكيل لائحة موحّدة بالتنسيق مع فاعليات البلدة وجمعياتها والمجتمع المدني من دون تخطّي أحد أو إلغائه.

والهدف من الاتفاق والإعلان عنه تحريك الركود الانتخابي والسعي للوصول إلى مجلس بلدي موحّد ومدعوم من الجميع بغية تنفيس الاحتقان وتخفيف الإشكالات داخل المجلس والتفرّغ لتنفيذ المشاريع الإنمائيّة».

وأشارت إلى أنّ «المعارضين هم مجموعة من المتضررين من هذا التوافق، ومجموعة أُخرى من المعارضين لجميع القوى، وليس هناك إطار تنظيمي موحّد لهذه المعارضة».

غير أن بعض الفاعليات المُعارضة أشارت إلى أنّ اتفاق الأحزاب بدأت أسماء تنتج منه، يُسوّق لها في البلدة من دون التنسيق مع أحد.

وأوضحت أنّ هناك اتفاقاً يُعقد من تحت الطاولة بين الاشتراكي والجماعة على اسم المرشح لرئاسة البلديّة محمود سراج، وهو من المقرّبين من الوزير السابق علاء الدين ترو، وشقيق عضو المكتب السياسي في الجماعة ومسؤولها في المنطقة عمر سراج الذي أكّد لـ«الأخبار» أنّ التداول يجري باسم شقيقه كما بغيره من الأسماء، وهو «لم يحسم سراج أمره بالترشح بعد أو أجمعت عليه الأطراف المعنية».

الأمر نفسه أكّده المسؤول السياسي للجماعة في برجا الشيخ محمّد سرور، موضحاً أن «لا إشكالية مع محمود سراج لكنّه ليس مرشحنا»، ومشدّداً على «أنّنا منفتحون على كل الخيارات ومستعدّون لتسهيل التشكيل، ونسعى لدعم مرشحين مناسبين يعملون للمنفعة العامة، من دون عصبيات وانحيازات حزبية أو عائليّة، ولا نهتم إذا ما كانوا حزبيين، كما لا نريد المحاصصة داخل المجلس. ونسعى إلى أن يحظى المرشح للرئاسة بتوافق أبناء البلدة بجميع أطيافهم».

كما يؤكّد مسؤولون في المستقبل والاشتراكي والشيوعي أنّ التوافق للمرة الأولى في برجا سيلقى التفافاً من أبناء البلدة. ويُفترض أن يُعقد اجتماع بين مسؤولي الأحزاب اليوم لمناقشة بعض التفاصيل والتحضير لاجتماع موسّع مع مختلف الفاعليات قبل الانتقال إلى تسمية المرشحين وإعلان اللائحة.

تعليقات: