صبحي القاعوري: نحن أبناء جبل عامل..


نحن في لبنان، حربنا مع العدو الصهيوني هي حرب وجود. إما أن نكون أو لا نكون،يعني أن يكون لبنان ككيان أو يصبح جزءًا من مملكة إسرائيل حسب الخريطة التيرسمت للمملكة قبل 2000 سنة ورفعها نتنياهو في الأمم المتحدة، ولم يعترض أحد أويستنكر.

يؤسفني أن البعض يتكلم بلغة الطائفية..

أنا منادٍ منذ أوائل السبعينات بالدولة المدنية وإلغاءالطائفة من بطاقة الهوية.

حفنة من الطائفيين العابرين من حملة الجنسية اللبنانية، وأكثرهم وجودًا على الأرض اللبنانية لا يتجاوز400 سنة، يتطاولون على الآخرين بكلام يعبر عن أخلاق البيئة التي ينتمون إليها. وقبل أن نتناولهم، من الواجب أن نعرّف من نحن.

نحن أبناء جبل عامل..

أصولنا من قبيلة عاملة.. وهي من قبائل اليمن، بطن من بطون سبأ، وهي قبيلة عربية يمنية قديمة هاجرت من بلاد اليمن قبل الميلاد بعد الطوفان وخراب سد مأرب، ونزلوا بالقرب من دمشق في جبل هناك يعرف بجبل عاملة، المشهوراليوم بجبل عامل (أي جنوب لبنان).

إذن، ا وجودنا على الأرض اللبنانية قبل الفينيقيين بألف سنة.

أبناء جبل عامل اعتنقوا الإسلام على يد الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري الموالي لآل بيت محمد عليهم السلام، وكان ذلك منذ أكثر من 1400 سنة في عهدالخليفة الثاني وأثناء ولاية معاوية على الشام، واستمر حتى أوائل خلافة الخليفةالثالث. ويعتبر أبو ذر من أشد المتشيعين لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، ومنذذلك اليوم يُطلق على شيعة جبل عامل "شيعة أبو ذر الغفاري".

أما شيعة كسروان وقرى جبيل وبعلبك والهرمل، فهاجروا من اليمن بسبب العوامل الطبيعية والخلافات القبلية إلى نجد والحجاز، ومن ثم إلى العراق. ومنهم عشائرأكملت طريقها إلى حلب، ومن ثم إلى كسروان وقرى جبيل وبعلبك والهرمل. وكان ذلكقبل 3000 سنة قبل الميلاد. وقد أسلموا في بداية الدعوة الإسلامية، واتخذوا الإمام علي بن أبي طالب مثلهم الأعلى، وأطلق عليهم "شيعة علي بن أبي طالب".

ويأتي بعض الانعزاليين الذين لم يمضِ على أجدادهم في لبنان أكثر من 400 سنة،ويقولوا: "أنتم لا تشبهوننا ونحن لا نشبهكم". ومنهم من طالب بتحرير المدارس من النازحين ولم يطالب بتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر والقرى السبع.

سيبقى الشرفاء أصحاب الأرض الأصليين الذين رواها أولادهم بالدماء.

إلى من يطالب بنزع السلاح: هذا السلاح حرر العاصمة من العدو وحرر الجنوب، ودفع أبناء الوطن الأصليين الثمن غاليًا، وسيرحل من لا مكان له على أرض الوطن وبين الشرفاء. وسيبقى لبنان للبنانيين، وفلسطين للفلسطينيين، والقدس لنا، والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة لنا.

الحاج صبحي القاعوري

تعليقات: