عدنان سمور: ما تخبِّئه اليمن لمستقبل أمتها، أمر عظيم


من كان يظن او يعتقد ان الله سيعوِّض حَلَقَة محور المقاومة الذهبية سوريا ، التي كان جميع الخبراء يعتقدون ، أن خسارتها تعتبر هزيمة غير قابلة للتعويض؟

سوريا التي لو استخدم قادتها عُشر شجاعة ومروءة قادة وشعب اليمن ، لحموا بلادهم وحياتهم وثرواتهم من هذه الإستباحة وهذه الإهانة وهذا الضياع ، ولعجلوا في خلاص غزة وفلسطين وانقذوها من براثن اعداء الإنسانية من شياطين الأرض ، ولوفَّروا على شعب لبنان الكثير من التضحيات والإبتلاءات والدماء والدمار ، وها هي اليمن اليوم التي تبعد 2000 كلم عن فلسطين المحتلة ، يقرر اهلها الدخول في حرب وجودية طاحنة ضد اعتى الجيوش التي انتجتها البشرية خلال تاريخها الطويل ، دعماً لفلسطين ، عندما تكون سنن الله تستدعي منهم موقفاً وقراراً استشهادياً ووجودياً ، على مستوى شعب يمني تعداده عشرات الملايين ، مزقته الحروب والمؤامرات والحصار والغدر ، من الأشقاء أولاً ومن الأعداء بعدهم ، وهم أي اليمنيون المبدعون الرائعون ، رغم كل هذه المخاطر المصيرية المحدقة ، لا يلتفتون للحسابات المادية ، ولا لحجم وعظمة الأثمان المترتبة على قرارهم بالوقوف الى جانب غزة المظلومة والمعتدى عليها ، كما أفاد عدد كبير من مسؤوليهم وقادتهم ، وكما يصرح عوامهم وافراد شعبهم العظيم والإستثنائي بكل المقاييس ، دائماً وبإجماع قل نظيره ، ولن يكون آخرهم الإعلامي اليمني المتألق الأستاذ محمد البخيتي ، في آخر تصريح له . "كلما تضايقت الأمور بعث لها مخارج لم تذهب اليها الأوهام"

هكذا نفهم الأحداث الجارية اليوم في منطقتنا ، عندما نرى فاعلية سنن الله في حياة البشر ، ومسارات الحضارة الإنسانية ، ونرى أحداثاً ملئةً بالملاحم والخوارق للعادة والمألوف ، وللحسابات المادية ، ونشاهد أيضاً ، الصمود والثبات ، والقرارات الإستثنائية والباهرة والمدهشة ، سواءً في فلسطين أو لبنان أو ايران أو اليمن .

سبحان ربك رب العزة عما يصفون.

وما ننتظره من اليمن اليوم ، يمكن ان يقلب المعادلات ، ويعيد ترتيب وضع منطقتنا ، بما يغلِّب روحية الشعوب المنتمية لقضاياها الكبرى ولأرضها ، ولتاريخها العريق والمشرف ، وبما يساهم في اسقاط انظمة التبعية والإرتهان ، والتسلط على الشعوب بقمعها ، ومحاربة كل امكانية حقيقية لنهوضها وتقدمها ، وحضورها الفاعل والمشرف ، على مستوى مشاركة بقية الشعوب المؤثرة والمبدعة والمبتكرة ، للإنتاج المعرفي والمادي ، في هذا العالم .

تعليقات: