ندوة المركز العربي: لبنان.. خمسون على سنة 13 نيسان 1975


دعا المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات في بيروت إلى حضور ندوة بعنوان "لبنان خمسون سنة على 13 نيسان 1975"، الثلاثاء والأربعاء بتاريخ 6 ايار 2025 في فندق جفينور روتانا بيروت. تفتتح أعمال الندوة عند التاسعة والنصف صباحاً، بمشاركة خالد زيادة، محمد أبي سمرا، صقر أبو فخر، طارق متري، علي فاعور، حلا نوفل، زهير هواري، فارس اشتي، نجيب عيسى، بطرس لبكي، عدنان الأمين، سيمون عبد المسيح ومنذر جابر:


جاء في بيان الورقة المرجعية:

لبنان: خمسون سنة على 13 نيسان 1975

ما الذي غّيرته الحرب بعد خمسين عاًما على اندلاعها؟ ارتأى المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في هذه المناسبة، رصد التغيرات التي شهدها لبنان خلال هذه المدة الطويلة من الزمن. علما بأن الهدف من ذلك ليس العودة إلى الأسباب التي أّّدت إلى اندلاع الحرب والمعارك، ولا قراءة مواقف القوى التي كانت مشاركة فيها، والتي تحولت إلى وقود لها، إنما الهدف هو قراءة في المتغيرات التي طاولت البنى الاقتصادية والسياسية والتربوية والاجتماعية، آخذين في الاعتبار أن مدة نصف قرن من الزمن قد شهدت تطورات إقليمية وعالمية، كان لا بّّد لها من التأثير في موقع لبنان ودوره واقتصاده.

لقد شهدت الحرب منذ بدايتها أي خلال حرب السنتين (1976-1975) التطورات التي كان لها تأثيرها المستمر حتى يومنا هذا. وأول هذه التطورات أو العوامل هو التهجير القسري والمنهجي، والذي أدى إلى تعديل في الخريطة السكانية اللبنانية. وأدى إلى ظهور مناطق وتجمعات سكنية ذات أغلبية طائفية، نمت فيها الخدمات المنوعة؛ الأمر الذي أّّدى إلى تقليص المساحات المشتركة التي عرفها لبنان خلال تاريخه، أو تلك المساحات التي كانت في طور النمو والاتساع خلال العقدين السابقين للحرب.

ونذكر أن الانتقال من الأرياف إلى المدن للدراسة والعمل والسكن كان من العوامل الرئيسة في الاختلاط الذي كان يخلق ثقافة مشتركة وأذواقا متقاربة. وقد ساهم اتساع نطاق الوظيفة الرسمية إلى اختلاط اللبنانيين من كافة المناطق والطوائف والإدارات العامة، إضافة إلى التطّّوع في قوى الأمن والجيش، ومن مواصفاته انتقال الأفراد من مناطقهم إلى الخدمة في مناطق بعيدة من بيئاتهم.

ولا بدّ من أن نذكر أيضا أن الأحزاب العقائدية كانت أحزاًبا مختلطة تضم أعضاًء تجاوزوا بيئاتهم الضيقة وتبنوا تطلعات تتجاوز المفاهيم التقليدية حول لبنان. ولا بدّ من أن نشير أيضا إلى افتتاح كليات الجامعة اللبنانية ابتداءً من عام 1959، قد شكل ميدانا لنشوء جيل جديد من الشباب اللبناني، على الرغم من الاختلافات العقائدية والطائفية، شاركوا سوية في النضالات الوطنية والمطلبية وتلقوا علوما واحدة وثقافة حديثة كانت في أوج ازدهارها في العقدين السابقين اندلاع الحرب.

أدّى التهجير إضافة إلى تقليص المساحات المشتركة بين اللبنانيين من أبناء الطوائف المختلفة إلى عودة أولئك الذين سكنوا المدينة إلى منابتهم الأولى، وقراهم وبلداتهم، ما أعاد الروابط العائلية والمناطقية والطائفية التي يجد فيها النازح أو المهّّجر حضنا دافئا وملاذا آمنا.

كانت الميليشيات الحزبية أداة رئيسية في التهجير، لكن أثرها كان أكبر من ذلك؛ إذ إن بروز ميليشيات مسلحة أّّدى إلى الاستقطاب الطائفي. وأبعد من ذلك، فإن هيمنة الميليشيات أّّدت إلى تقليص نفوذ السلطة الشرعية وقواها الأمنية. ومع مرور الوقت أضعفت الميليشيات المسلحة الأحزاب العقائدية وعملت على طرد أفرادها من المناطق التي تسيطر عليها، وزعزعت البنى التقليدية وإنهاء نفوذ الزعامات والبيوتات لتحل قيادات تنتمي إلى الفئات الوسطى والدنيا، علما أن أثر الميليشيات ليس واحداً، إذ يختلف من طائفة إلى أخرى.

أحد الإجراءات التي اتخذت في وقت مبكر من الحرب هو تفريع الجامعة اللبنانية، بسبب الحواجز وخطوط التماس التي أقيمت بين شطري العاصمة. وكان لهذا الإجراء آثاره الاجتماعية التي صّبّت في تأكيد الانتماءات المناطقية والطائفية، وأّّدى إلى تراجع مستويات التعليم.

قد كان لهذه العوامل وغيرها آثارها في مجلات متعددة، وقد ارتأينا أن نتناول بالدراسة موضوعات تحمل الدلالات الأعمق على التغيير الذي تركته الحرب على تطور لبنان في الاقتصاد والتعليم والتهجير إضافة إلى ضمور ونشوء ثقافة ما بعد الحرب، والتي يمكن أن نرصدها في المناطق وخصوصا في المدن.


محاور الندوة

1 - محور الاقتصاد.

2 - محور المدن.

3 - محور النزوح الداخلي والهجرة.

4 - محور الأحزاب.

5 - محور التربية والثقافة.





تعليقات: