قالت العرب فيما قالت في سالف الزمان: "كل علم جاوز القرطاس ضاع"، وهذا هو كتاب "البرزخ: أيام لوطن لم يأتِ بعد (٢٠٠٦-٢٠٠٨)"، يُثبت هذه المقولة بلا شك ولا ريب، عندما قام الوزير السابق والنائب الحالي "علي حسن خليل" بتدوين محاضر خاصة به لكل اجتماع حضره، او جلسة كان جزء منها في عالم السياسة اللبنانية في الفترة المذكورة أعلاه، وتعتبر تلك الفترة الأكثر ضبابية بتاريخ لبنان الحديث في الربع الاول من القرن الحادي والعشرين، كونها تقع بين حدين متنافرين، حيث أعقبت حدثين زلزلا الكيان اللبناني بعنف لا مثيل له، وهو الكيان المتضعضع بالأساس. ألا وهما حادثة مقتل رئيس الحكومة الأسبق "رفيق الحريري" (ثالث رئيس حكومة لبناني يموت اغتيالاً خلال السبعين سنة المنصرمة) وذلك في مطلع عام (٢٠٠٥) وأعقبها بعد سنة ونيف حرب (تموز ٢٠٠٦)، وما صاحب فترة نطاق كتاب "البرزخ" من تداعيات شائكة بدأت بالفراغ الرئاسي الذي اصبح عُرف سائداً في الحياة السياسية اللبنانية، ومروراً بالاعتصام الشهير في قلب العاصمة، ومن ثم الاستفزاز الحكومي المشبوه لأكبر مكون سياسي في لبنان، والذي تبعه مجريات أمنية كان من أخطر ما واجهه لبنان منذ اتفاق الطائف وانتهاء الحرب الاهلية اللعينة، والذي خرج من عباءة تلك المجريات "اتفاق الدوحة" الشهير.
وفي حفل باهر، أقيم بإحدى قاعة واجهة بيروت البحرية، وقّع نائب مرجعيون حاصبيا سعادة: "علي حسن خليل"، كتابه "البرزخ: أيام لوطن لم يأتِ بعد (٢٠٠٦-٢٠٠٨)"، والذي كشف حيثياته دولة الاستاذ نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني، بحضور جمهور لافت من مختلف أطياف موزاييك الساسة اللبنانيين في يوم الخميس الفائت بتاريخ الأول من أيار ٢٠٢٥.
ومن جانب أخر، فالمعروف ان هذا الكتاب ليس الكتاب الأول لسعادة النائب "علي حسن خليل"، بل سبقه كتاب أخر بعنوان "صفحات مجهولة من حرب (٢٠٠٦)"، والتي أيضاً كشفها دولة الرئيس "نبيه بري" ورواها سعادة النائب "علي حسن خليل".
أن التدوين لمحاضر الاجتماعات والجلسات السياسية سوف يصبح بكل تأكيد ظاهرة توثيقية للحياة السياسية في لبنان، والتي سوف تكون مرجعاً تحكيميا مميزا بالإضافة لكونها مادة دسمة للكتب السياسية التي ستطبع لاحقاً.
* الحاج أحمد مالك عبدالله
بكالوريس هندسة تصاميم كمبيوتر
ماجستير إدارة أعمال (أوكلاهوما ١٩٨٧)
تعليقات: