فخامة الرئيس،
تحية احترام وتقدير،
انطلاقًا من إيماننا العميق بمفهوم السيادة كما تعلمناه في اللغة والفكر والممارسة، فإن السيادة تعني امتلاك القرار الحر على الأرض والشعب والمؤسسات. هي جوهر الدولة وركيزة الاستقلال.
فخامة الرئيس،
لقد تابعنا خطاب قسمكم وما تضمنه من وعود بالحفاظ على السيادة الوطنية وتحقيق الإصلاح، ولكن الواقع الميداني، للأسف، لا يعكس هذه التوجهات. فوجود قوات أجنبية على أرضنا، سواء أكانت أمريكية أو فرنسية، وتمتعها بحرية الحركة والتفتيش، يثير تساؤلات كبيرة حول مدى تمتع الدولة بسيادتها الكاملة على أراضيها، لا سيما في الجنوب.
نطرح أمام فخامتكم تساؤلات مشروعة:
هل تفتيش بلدة "يحمر" من قبل الجيش الأمريكي هو تنفيذ للقرار 1701 أم انتهاك للسيادة؟
ما هو الدور الحقيقي للضباط الأجانب على الحواجز المشتركة مع الجيش اللبناني؟
وماذا يعني تواجد الجيش الفرنسي في منطقة وادي الحجير؟
هذه الوقائع تستوجب توضيحًا صريحًا، لا سيما في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية جوًا وبرًا وبحرًا، حيث تُسجل الغارات يوميًا، فيما تكتفي المؤسسات المعنية برصدها دون اتخاذ موقف فاعل.
أما في ملف الإصلاح، فقد وعدتم بمحاربة الفساد وإرساء الشفافية، ولكن التعيينات التي جرت في المراكز الأساسية شهدت تدخلات خارجية واضحة، وهو ما يُفرغ الإصلاح من مضمونه الحقيقي ويكرس التبعية.
فخامة الرئيس،
نحن نُكنّ لكم كل احترام، لا سيما أنكم من أبناء المؤسسة العسكرية ومن أبناء الجنوب الذين عانوا الحرمان والتهميش. محبتنا لكم تدفعنا لطلب اتخاذ موقف حازم: فإما أن يُعاد الاعتبار لقرار الدولة اللبنانية الحرة المستقلة، أو أن يكون لكم موقف ينسجم مع وعودكم، وصولاً إلى الاستقالة إن لم تعد الساحة تسمح بتحقيق الإصلاح المنشود.
السيادة لا تُجزأ، والإصلاح لا يُؤجل.
مع فائق التقدير،
الحاج صبحي القاعوري
تعليقات: