هدى صادق: كل خيامي حبة مطر


حين نثر الله بديع صنعه في الجنوب تكونت الخيام

تلك الأرض التى لا تقفل نوافذها ليلا كى يسهر الغيم

على حكايا الجدات ويفترش صدور الأطفال وينام

هناك في بقعة كتب لها أن تتحول على مر الزمن الى ساحة حرب نشأنا

ومع رائحة البارود وشظايا الحرب كبرنا

ومن زند مقاوم الى حشوة ذخيرة لمدفع تنقلنا

وانفجرنا وصبرنا وتوترنا وتمهلنا

وانطفأنا وتوهجنا وتهجرنا وعدنا

لأننا ندرك أن المواجهة بالورد لن تنصفنا

لذا كان علينا أن نحمل بعضا من زيتنا وزعترنا والكثير من عشقنا للخيام كى نضمد جروح الفراق ونستعد مجددا للعودة لنزرع في شقوق الأرض منازلنا

وعلى توابيت الشهداء نضع باقة ذكريات الى أصواتهم تأخذنا

ومع كل انفجار ودمار تلتقط الروح شهقة من تعب الفراق

ومن ثمة كحبات أرز على عتبات بيوتنا المشقفة تنثرنا

لنخرج من شروخ الموت حاملين أنفاسنا كى ننجدها

شقفة منا تحتضن الأرض وشقفة مع المقاومين وشقفات

الى الصبر تندفنا

كل هذا الردم الذى ظنوا بأنه سوف يفتتنا قد جمعنا

ومع كل مسيرة وصاروخ تتخطى الخيام الموت والى الحياة تصطحبنا

ومن غيم الإشتياق الى ترابها تُمطرنا

قطرة تحيي العنب وقطرة تشعل الأفران وقطرات تُسقط الثلج كى تُشكلنا

فمن الصعب للحرب أن تذيبنا وأن تصهرنا نحن كلما تبخرنا الى ترابها كما الغيث عدنا

كل خيامي كحبة مطر إن رفعته الفصول الى البعيد ينهمر كإبداع وأدب وكرامة من كل شيء مثير للجمال تكونا

اينة الخيام الشاعرة هدى صادق

تعليقات: