إسرائيل ترجح اغتيال محمد السنوار بنسبة 90 في المئة (إنترنت)
تروج الأوساط الأمنية الإسرائيلية بأن نسبة ترجيحها لنجاح اغتيال قائد "حماس" العسكري في قطاع غزة، محمد السنوار (شقيق يحيى السنوار)، جراء استهداف "مجمع للقيادة والسيطرة" تحت المستشفى الأوروبي بخانيونس مساء الثلاثاء، مرتفعة بنسبة 90 في المئة.
السنوار.. و100 شخصية!
وأفادت هيئة البث العبرية أن الجيش و"الشاباك" يرجحان "مقتل كل من تواجد في المقر تحت أرضي"، قرب المستشفى الأوروبي الذي تعرض لقصف جوي بعدد كبير من القنابل، تسعة منها مخصصة لاختراق التحصينات تحت الأرض، زنة كل واحدة منها طن. ووفق مزاعم الاحتلال، فإن نحو 100 شخصية مقربة من محمد السنوار كانت موجودة بالمكان المستهدف، بينهم الناطق باسم "القسام" أبو عبيدة.
آلية تصديق العملية
وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى تصديق رئيسي الأركان و"الشاباك" على خطة الاغتيال، ثم صدق عليها فوراً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس، قبل ساعة من التنفيذ. وقال مراسلون عسكريون إسرائيليون إن "ذخيرة دقيقة" استُخدمت في الاستهداف بعد ورود معلومات أمنية عاجلة واستطلاع جوي مسبق.
ووفق المعطيات، فقد انطلقت طائرات الاحتلال على عجل لتنفيذ الهجوم فور وصول المعلومة، ولم تنتظر تل أبيب إبلاغ واشنطن مسبقاً. وزعم الإعلام العبري أن المقر المستهدف "كبير ويضم غرف اجتماعات لقادة القسام".
وقاربت إسرائيل بين عملية "الاغتيال المحتمل" لمحمد السنوار واغتيال الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله، من ناحية نوعية القنابل المستخدمة وقصف المداخل والمخارج للمقر "تحت أرضي"، واستهداف كل من حاول الإنقاذ لمنع إمكانية خروج أحد وتأكيد قتل الجميع، إما بشظايا القنابل أو اختناقاً من غازاتها السامة، وهو ما دفع إلى اعتقاد الأمن الإسرائيلي بأنه إذا كان محمد السنوار في الموقع، فإن نسبة نجاته ضئيلة جداً.
قريب من الدبابات الإسرائيلية!
وقالت مصادر محلية لـ"المدن" إن ساحة المستشفى الأوروبي المستهدفة تُعتبر حدودية نسبياً؛ لأنها تبعد قرابة كيلو ونصف عن الحدود الشرقية والدبابات الإسرائيلية، ما يعني أن إقامة "موقع للقيادة والسيطرة" في هذا الموقع، يُعد "فوق الخيال"، وتساءلت المصادر حول سبب تفضيل الاحتلال للاستهداف الجوي، بدل القيام بعملية برية وجوية مركبة ومفاجئة، خاصة أن المدة الزمنية التي تحتاجها الدبابات الإسرائيلية للوصول إلى منطقة المستشفى لا تتعدى 10 دقائق.
وسبق أن طلب الاحتلال إخلاء المستشفى لفترة وجيزة خلال اجتياح خانيونس في تموز/يوليو الماضي، لكن المبنى لم يتعرض للاقتحام، رغم أن قوات الاحتلال كانت قريبة جداً منه، ثم تولى الصليب الأحمر الدولي مهمة الإشراف على المستشفى بعد ذلك، وفق مصادر "المدن".
سيناريوهات "المعلومة الأمنية"؟
وفي حال صحة الادعاء الإسرائيلي، فإن السؤال هو "ما هو الخطأ الذي وقعت فيه القسام ووفر معلومة ذهبية لإسرائيل؟".
يقول خبراء أمنيون فلسطينيون لـ"المدن" إن المعلومة الأمنية "الثمينة"، إذا صحّت، ربما ارتبطت بحركة واتصالات رصدتها المخابرات الإسرائيلية أثناء عملية تسليم المحتجز الأميركي عيدان ألكسندر. ولم يستبعد الخبراء معرفة الأمن الإسرائيلي مسبقاً بمكان المقر، لكنه استخدمه كـ"طُعم"؛ أي انتظر الاحتلال "التوقيت المناسب" لاجتماع قيادة القسام فيه، وحتى توفرت قنابل أميركية مخصصة للاستهداف، ثم حانت ساعة الصفر، خاصة أن تسريبات إسرائيلية ذكرت أن الهجوم هو نتيجة جهد استمر نصف عام للوصول إلى محمد السنوار.
بيد أن الحديث عن المقر التحت أرضي، يبقى زعماً من مصدر واحد، وهو إسرائيلي، كما أن الادعاء بتواجد محمد السنوار فيه يبقى "فرضية" طالما لم تؤكدها "القسام" بعد، ولم يُعثر على جثمانه.
تأثر "القسام".. والمفاوضات؟
ويقول مصدر من حركة "حماس" لـ"المدن" إن أحد الأسئلة المطروحة في سياق الزعم بنجاح الاغتيال، هو مدى تأثر أي اتفاق محتمل بخصوص تبادل الأسرى، بالنظر إلى الموقع العسكري لمحمد السنوار البالغ من العمر 49 عاماً، وتحكمه لوجستياً بملف الأسرى الإسرائيليين، من حيث أماكن وجودهم وتوزيعهم وخارطة الأنفاق كاملة، وتفاصيل أخرى في حال انقطاع الاتصال به. وهذا يعني أن الرجل يُعدّ "صندوق أسرار" بشأن ملفات ساخنة.
وأوضح المصدر الحمساوي المقيم بغزة أن الحركة لن توقف مفاوضات التبادل، لكن الإشكالية التي قد تنشأ "إذا تأكد اغتيال السنوار"، تتمحور حول مدى تأثر قدرة "حماس" على المناورة بموضوع الأسرى، وما إذا كانت "القسام" ستملك نفس القدرة اللوجستية والفنية لتنفيذ أي اتفاق.
لكن المصدر أكد أن منظومة قيادة وسيطرة "القسام" لن تنهار بالاغتيال المفترض، رغم تأثيراته، موضحا أن 3 قادة بارزين هم مرشحون لخلافة السنوار (إذا تأكد اغتياله)، وهم عز الدين حداد ورائد سعد ومحمد شبانة. وبيّن المصدر أن حداد "الأوفر حظاً" بخلافته، رغم ادعاءات إسرائيلية لاحتمالية اغتياله مع السنوار في الاستهداف المذكور.
تعليقات: