رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في مدرسته الفرير- مون لاسال ومشاركة في قداس شفيعها
فخامة المغوار العماد جوزيف عون،
تحيّة مفعمة بالأمل والثقة
في الأمس، غمرتني مشاعر الفخر والرجاء حين رأيتكم في كنيسة "مدرسة الفرير - مون لا سال" في عين سعادة، التي هي أيضًا مدرستي، حيث تخرّجت منها قبل عامين منكم، في العام 1980. كنت جالسًا إلى يساركم، على بُعد أربعة صفوف، ناحية الشبابيك، أنظر إليكم وأتأمل حضوركم المتواضع المملوء عزمًا وإيمانًا بلبنان.
أدرك تمامًا حجم التحديات التي تواجهونها، وحجم العبء الذي تتحملونه بصمت، ومثابرة، وصبر، من أجل إعادة بناء "دولة القانون والمؤسسات" التي نحلم بها جميعًا. ومع أن الطريق طويل، إلا أنكم برهنتم أن العمل الجاد قادر على إحداث فرق، متى وُجدت الإرادة والقيادة.
أنا المهندس والمواطن والمودع، سبق أن عبّرت لكم عبر هذه المنصة عن استعدادي الكامل للوقوف إلى جانبكم في معركة مكافحة الفساد، واليوم أجدّد التزامي، لأن لبنان لا يمكن أن ينهض إلا بتضافر الجهود، قيادةً وشعبًا، من أجل اجتثاث الفساد من جذوره.
لكن، يؤسفني أن أرى في حكومة القاضي نواف سلام وزراء يتحدّثون ويعملون بذهنية "التاجر" لا بذهنية "المُصلح". وأخصّ بالذكر وزير المالية ياسين جابر، الذي يكرّر في تصريحاته مصطلحات كـ"صغار المودعين" و"استرداد الأموال على مراحل"، وكأنّ من هم في مثل سني وسنّكم، لديهم رفاهية الانتظار لاسترداد جنى أعمارهم!
إن هذه "المفرقعات الكلامية" الصادرة عن بعض المسؤولين، من وزراء ونواب ومصرفيين، يجب أن تُواجَه بالحزم والوضوح. نريد مواقف شجاعة بحجم قرار الحكومة الذي اتُخذ بحضوركم في قصر بعبدا بإقالة أحد الفاسدين في الشمال. لكننا نرفض أن يُكتفى بوضع الفاسدين "بتصرّف" الدولة... مكانهم الطبيعي هو القضاء، والسجون، بعد فتح ملفاتهم.
أما بخصوص جريمة "سطو المصارف على أموال المودعين"، فهي مستمرّة منذ ست سنوات، والحلّ واضح وبسيط:
فتح المصارف السليمة أمام المودعين للعمل كما تفعل مصارف العالم.
إقفال المصارف المتعثّرة، وإلزامها بإعادة كامل الودائع إلى أصحابها، وفق ما ينص عليه القانون.
أكرر لكم، فخامة الرئيس، أنكم موضع ثقة، وأننا نعوّل عليكم في هذه المرحلة المفصلية. لبنان يستحق قيامة حقيقية، لا مجرد تسويات شكلية.
عشتم، وعاش لبنان.
المهندس بول حكيم
تعليقات: