كانت شرارة التصعيد قد انطلقت بعد ظهر أمس الأحد إثر مقتل الشاب الفلسطينيّ-السّوريّ مروان الخطيب (Getty)
عادت أجواء التوتّر الأمني لتخيّم مجدّدًا على مخيّم شاتيلا للاجئين الفلسطينيّين في العاصمة اللبنانيّة بيروت، بعد اندلاع اشتباكات مسلّحة عصر اليوم بين مجموعات متورّطة في ترويج المخدّرات. وأفادت تقارير ميدانيّة بأنّ المواجهات تركّزت في شارعي الهلال والقيادة العامّة، واستخدمت فيها الأسلحة الفرديّة والقنابل اليدويّة بكثافة داخل الأزقّة الضيّقة.
وبحسب الحصيلة الأوليّة حتى لحظة إعداد هذا التقرير، ارتفع عدد القتلى منذ مساء أمس إلى أربعة، فيما سُجّل سبعة جرحى إصاباتهم بين خفيفة ومتوسّطة، بينهم مدني أُصيب خارج المخيّم برصاصةٍ طائشة. كما اندلع حريق في أحد المحال التجاريّة وتضرّرت بنى تحتيّة جرّاء الرصاص العشوائي والقنابل.
وكانت شرارة التصعيد قد انطلقت بعد ظهر أمس الأحد إثر مقتل الشاب الفلسطينيّ-السّوريّ مروان الخطيب (من أبناء مخيّم اليرموك) متأثّرًا بإصابته برصاصة في الرأس خلال إشكال فرديّ تطوّر إلى مواجهة مسلّحة بين مروّجي المخدّرات. وعلى الرغم من الجهود الأهليّة لاحتواء الخلاف، تجدّدت الاشتباكات عصر اليوم بشكل أشدّ عنفًا.
من جهتهم، وجّه سكّان مخيّم شاتيلا وأهالي منطقة الطريق الجديدة المجاورة مناشدات متكرّرة للجيش اللّبنانيّ للتدخّل السريع ووقف إطلاق النار، بعدما دوّى صدى الرصاص والقنابل في الأحياء المحيطة وأثار حالة هلعٍ خصوصًا بين الأطفال.
في سياق متّصل، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين (الأونروا) مساء أمس الأحد تعليق خدماتها داخل المخيّم "حتى إشعار آخر" حفاظًا على سلامة موظفيها والمستفيدين، فأغلقت مدرسة رام الله والمركزَ الصحّي، مع نقل طاقمه الطبي إلى عيادة بيروت المركزيّة وتقليص خدمات النظافة إلى المناطق الآمنة نسبيًّا.
يُذكر أنّ مخيّم شاتيلا، الذي أُنشئ عام 1949، شهد سلسلة تحرّكات شعبيّة بين عامَي 2018 و2020 احتجاجًا على تفشّي ظاهرة المخدّرات، بلغت ذروتها عام 2020 حين قُتلت امرأة في تبادل لإطلاق النار بين المروّجين. ورغم المطالبات المتكرّرة بضبط الأمن، يواصل المخيّم مواجهة أزمات معيشيّة وأمنيّة مركّبة في ظلّ ضعف البنية التحتيّة وارتفاع معدّلات البطالة وانحسار خدمات الرعاية.
تعليقات: