كفركلا ــ
أوقفت قيادة الجيش اللبناني، بعد ظهر أمس، ورشة للكتيبة الإسبانية العاملة في إطار «اليونيفيل» على الطريق الحدودية بين بلدتي كفركلا والعديسة، حيث تبين أنها موازية لورشة إسرائيلية خلف الأسلاك الشائكة بين مستعمرتي المطلة ومسكاف عام؛ بعدما «تلمّس» الجانب اللبناني نيّة الأمم المتحدة تنفيذ مشروع بدا أنه لحل مشكلة جريان مياه البساتين الإسرائيلية باتجاه الجهة اللبنانية عبر «عبارة كفركلا».
فبعد انطلاقة ورشة الكتيبة الإسبانية لمدّ أسلاك شائكة بدلاً من الجدار الاسمنتي القديم، لوحظ انطلاق ورشة إسرائيلية موازية «فعرفنا أن نية الإسبان إقامة بركة تجميع لمياه العبارة الآتية من البساتين الإسرائيلية، على أن يقوم الإسبان لاحقاً بشفطها من البركة، ما جعلنا نستشف بأن قوات اليونيفيل تحاول حل مشكلة إسرائيل على حساب لبنان، فرفضنا الأمر». هذا ما قاله نائب رئيس بلدية كفركلا محمد رشيد طويل عقب اجتماع في البلدية، ضم ضباطاً من اليونيفيل ووحدة الارتباط، والجيش اللبناني برئاسة قائد اللواء 12 العميد رسلان حلوي. وقد أبلغ هذا الأخير الأمم المتحدة قرار قيادة الجيش توقيف أعمال القوات الدولية بانتظار جواب القيادة لاحقاً.
وعلمت «الأخبار» أن قيادة الجيش نسّقت مع القيادات الرسمية بهذا الشأن بعدما أظهرت قوات الطوارئ خريطة باللغة الانكليزية تحدد وجهة الأعمال تحت عنوان «كفركلا، مشكلة طوفان المياه».
ميدانياً، أبلغت قيادة الجيش في منطقة مرجعيون القيادة الإسبانية بضرورة توقّف الورشة. وحضرت إلى المكان وفود قيادية من الجانبين، إلى جانب وفد من بلدية كفركلا، لتدور مفاوضات ميدانية استوضح فيها اللبنانيون مهمة الطوارئ، وخصوصاً بعدما كانت الجرافات الإسرائيلية تقوم في الجهة المقابلة بتثبيت مكعبات وجدران اسمنتية ضخمة خلف الأسلاك الشائكة. ثم قطع الجيش اللبناني، بمؤازرة ملالات اليونيفيل، الطريق بين كفركلا والعديسة بين الثالثة والرابعة بعد الظهر، محوّلاً السير من طريق جانبية وهذا ما سبّب ازدحاماً كثيفاً للسيارات والشاحنات.
ويشير طويل إلى «أننا أوقفنا المشروع بانتظار العودة إلى المشروع القديم المقدّم من الهيئة العليا للإغاثة بتمويل من البنك الدولي، وصار الموضوع في مجلس الوزراء ويتابعه الرئيس فؤاد السنيورة». وأضاف «نرفض أي حل على حسابنا، ولا سيما أن اليونيفيل لم تبلغنا مسبقاً».
وفي اتصال مع قيادة اليونيفيل، قالت الناطقة باسم القوات الدولية ياسمينة بوزيان لـ«الأخبار» إنها ستصدر بياناً غداً (اليوم). من جهته، نفى مصدر في استخبارات الجيش لـ«الأخبار» أيّ خلاف بين الجيش واليونيفيل، مشيراً إلى أن الأهالي اعترضوا على ورشة القوات الدولية، فاتصل ضباط من الجيش بزملاء لهم في الكتيبة الإسبانية. إثر ذلك، أوقفت القوات الدولية عملها، وأزالت شريطاً شائكاً كانت قد وضعته، ووعدت بترسيم جديد للشريط التقني في المنطقة خلال 20 يوماً.
تعليقات: