عدنان سمور: قرب تفكك الكيان الغارق باليأس

عدنان سمور: يأس من تحقيق حسم في غزة المتمسكة بخيار المقاومة حتى الرمق الأخير ، رغم عظمة التضحيات والدمار والمعاناة
عدنان سمور: يأس من تحقيق حسم في غزة المتمسكة بخيار المقاومة حتى الرمق الأخير ، رغم عظمة التضحيات والدمار والمعاناة


القصف الصهيوني العنيف والواسع النطاق على لبنان ، يحمل أربع إشارات يأس كبرى ومصيرية ، من قبل الفريق الحاكم للكيان بقيادة نتنياهو ومن يدور في فلكه المقفل، وهي التالي:

1- يأس من تحقيق حسم في غزة المتمسكة بخيار المقاومة حتى الرمق الأخير ، رغم عظمة التضحيات والدمار والمعاناة والخذلان ، لذلك يريدون حرف الأنظار عن الضغوطات التي بدأ المجتمع الدولي يمارسها عليهم لإيقاف المذبحة والإبادة الجماعية الحاصلة في غزة منذ ما يقارب السنتين .

2- اليأس من فرض شروطهم على لبنان بعزل المقاومة عن مجتمعها الحاضن ونزع سلاحها ، والرسائل التي حملها تشييع الشهيدين الرمزين السيدين المقدسين ، وما تبعه من تضامن وتكاتف مع المقاومة ومشروعها النهضوي في الإنتخابات الحاصلة ، عمَّق حالة اليأس لدى قادة الكيان وزاد ضياعهم .

3- اليأس الذي ولَّده التدخل الغير متوقع والمفاجىء من اليمن التي تدخلت داعمة لغزة ولبنان ومحور المقاومة ، والتي عجزت اميركا بجبروتها عن اسكات تدخلها ، فلملت أذيال خيبتها وسحبت اساطيلها وقاذفات الاستراتيجية ، وطلبت من ربيبتها اسرائيل ان تقلِّع شوكها بيديها ، وبدأ الحصار اليمني للكيان الغاصب لفلسطين يطور اداءه وخططه وأساليبه بشكل بدأ يعطل المطار والمرافىء ويضغط على الإقتصاد المأزوم أصلاً للكيان ، الأمر الذي سيتصاعد بمرور الزمن ولا يبدو أنَّ له أفق حلٍّ على المدى المنظور .

4- اليأس والإحباط المتنامي لدى قادة الكيان من اللهجة الإيرانية الواثقة بشعبها وقدراتها ، واستعداداتها المدهشة في تفاوضها مع اميركا المربكة والمتقلبة والمتخبطة والباحثة عن انتصارات وهمية يمكن ان تنجزها مع المرتهنين لسلطتها واملاءاتها مثل ملوك وأمراء الخليج الضائعون بين ادعاءاتهم الفارغة وحقيقتهم الأكثر فراغاً ، ولكن اميركا تصطدم اليوم بجدار شامخٍ وعميق الأسس ، بنته امَّة مصرة على النهوض وتجاوز العقبات الاستعمارية المعقدة والمركبة والشائكة ، هذه الأمة هي ايران الإمامين الخميني والخامنئي ، ومحور المقاومة الذي يمثل اروع صدى ثوروي لأمة العرب المتناغمة مع الثورة الاسلامية الواعدة ، التي جاءت حاملة حلم الأنبياء والشرفاء والأحرار في العالم ، ومصممة على المساهمة الفعلية في تغيير النظام العالمي الذي لوثه الغرب الجماعي بقيادة اميركا بأفكارهم الوحشية والإجرامية والأنانية ، من هنا بدأ يأس الكيان الصهيوني يتعاظم وينتج سلوكاً همجياً متفلتاً من كل ضوابط اخلاقية وقانونية وانسانية .

ونقاط اليأس الثلاثة هذه ستسرع في انحدار مشروع الهيمنة الغربية على العالم بزعامة اميركا ، وستسرع في تفكيك الكيان الصهيوني اللقيط والمؤقت ، وستعيد الحقوق لاصحابها وتتوج نضال شعب عظيم ظل وفياً لقضيته ورفض نسيانها أو بيعها .

رحم الله الشهداء العظام الذين شكل دمهم وقود مشروع المقاومة ووقود منارتها الخالدة ، ولولا هذه الدماء للاقت امتنا مصيراً مشابهاً لمصير سكان اميركا الأصليين .

ع.إ.س

باحث عن الحقيقة

23/05/2025

تعليقات: