عدنان سمور: غزة صارت فيتنام التي تبتلع الكيان


ها هي غزة تقترب يوماً بعد يوم من ان تصبح فيتنام التي تبتلع الكيان ،وهي التي طالما حلم اسحاق رابين بان يستيقظ ويجد ان البحر قد ابتلعها ، لكن حقيقة الامر ان غزة هذه ستقوض وجود كيانه وتدمر احلامه ومشاريعه وسردياته المنافقة ولو بعد حين ، وذلك للأسباب التالية:

1- العجز الصهيوني الواضح عن حسم المواجهات الحاصلة في غزة رغم الدعم الاميركي المفتوح والغير مشروط

2- إصرار فلسطيني اسطوري على الصمود والتحمل والمقاومة وابداع اساليب قتالية حيرت العقول العسكرية وما زالت تتابع ابداعاتها المدهشة

3- افتضاح السردية الصهيونية والغربية امام العالم ، وظهور صدق السردية الفلسطينية المظلومة والمضطهدة والمعتدى عليها ، الامر الذي بدأ ينتج اصوات معارضة للحرب والمذابح والابادة الجماعية في كل دول الغرب الجماعي ، وبدأ قادة الكيان يشعرون بالارباك والعزلة نتيجة لذلك

4- لا يمكن ان يطول صمت العالم عن تعطيل المؤسسات الدولية والحقوقية بهذه الطريقة المخزية والمشينة كرمى لعيون الكيان المجرم

5- بدء ظهور حالات تمرد على الاوامر العسكرية وتجنيد الاحتياط داخل الكيان

6- اتساع الفجوة داخل الكيان بين القيادة والمستوطنين وفقدان الثقة بقدرة الجيش على حماية الكيان

5- اخراج الكيان لأعنف ترسانة توحشه التي يملكها ، الامر الذي يدل على الضياع الذي انتج تغييباً للغة العقل وبروز قادة التطرف الاغبياء والموتورين ، وتغييب القادة المفكرين العقلاء

6- بدء بروز التباين في وجهات النظر بالنسبة للحرب الدائرة في غزة وفي اليمن وفي الملف النووي الايراني بين اميركا والكيان الامر الذي زاد توتر وقلق قادة الكيان الوجودي

7- ظهور حالة التململ لدى المستوطنين من عجز الجيش عن حسم المعركة واعادة الامن ، الامر الذي زاد معدلات الهجرة من الكيان وضاعف الازمات الاقتصادية المتراكمة

8- انكشاف ضعف قدرات الكيان العسكرية والأمنية امام عدوها المركزي في المنطقة (ايران)التي ما زالت تمتلك اوراق قوة كثيرة لم يكشف النقاب عنها بعد

9- الوعي الصادم للجماهير الفلسطينية واللبنانية واليمنية والايرانية ، الذي تمثل بالالتفاف الفائق للوصف لجماهير المقاومة الحاضنة حول حركات المقاومة المشكلة لمحور المقاومة في المنطقة ، في وقت يزداد المستوطنون فيه تففككاً وتشرذماً وتمزقاً

9- اقالة وتعيين قادة امنيين وعسكريين داخل الكيان بشكل لا اجماع عليه داخل مؤسسات القرار ، الأمر الذي يزيد درجة الارباك والتخبط الخطيرين داخل القيادة، الأمر الذي اثار امكانية حصول مواجهات وحرب اهلية داخلية في اصعب الاوقات التي يمر فيها الكيان

10- صار واضحاً لدى شعوب المنطقة والعالم ان الكيان لا يمتلك امكانيات ولياقات التعايش مع شعوب المنطقة الأصليين بسبب الروح العدائية والعنصرية والوحشية التي يملكها ويمارسها بكل صلف وتكبر وعنجهية على ارض الواقع

11- الضغط المتزايد على مرافق الكيان الرئيسية مثل مطار اللد وميناء حيفا الذي فرضه اليمن ويتابع التصعيد فيه بشكل يزيد عزلة الكيان ويعمق ازماته الاقتصادية

هذه النقاط وسواها تحول غزة اليوم بشكل متسارع الى فيتنام الكيان الذي سيجد نفسه بعد مدة وجيزة امام خيارات قاتلة ، نتيجة اصرار قادته على عدم استيعاب حركة التاريخ وما حملته معها من تغييرات جوهرية في اعادة ترتيب العالم والمنطقة بما يتلاءم مع التوازنات المتناسبة مع موازين القوة الجديدة .

ع.إ.س

باحث عن الحقيقة

25/05/2025

تعليقات: