«أكل بايت وغالي» في الهندسة ــ 3

 مقاعد فارغة في كافيتيريا الهندسة (بلال جاويش)
مقاعد فارغة في كافيتيريا الهندسة (بلال جاويش)


عادت كافيتيريا كلية الهندسة ــ 3 لفتح أبوابها بعد إغلاقها الأسبوع الماضي احتجاجاً على ما يعتبره الطلاب ارتفاعاً في الأسعار ونوعيّة سيّئة. ورغم ذلك، تستمر حملة المقاطعة والاعتماد على المأكولات من خارج الجامعة

أصبح بإمكان طلاب كلية الهندسة ـــ الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية العودة إلى تناول طعامهم داخل كافيتيريا الكلية بعد إجبارها على الإقفال الجمعة الماضي من قبل الطلاب الساخطين على أسعارها ونوعية الطعام فيها. فقد قرر الطلاب مقاطعة كافيتيريا الكلية لرفضهم «تسليم رقابنا إلى شركة همّها جيبها»، كما أشار البيان الذي وزّعوه الأسبوع الماضي.

لم تكن أسعار المنتجات المرتفعة السبب الرئيسي لحملة المقاطعة التي قام بها الطلاب في المدينة الجامعية في الحدث، بل كانت نوعية البضائع «البايتة» هي الدافع الأوّل. فيؤكد الطالب في السنة ثالثة هندسة مدنية، محمد فرحات، أنّ المناقيش التي اشتراها من الخارج «طازة وأرخص» من تلك الموجودة في الكافيتيريا التي يتم تسخينها «وبتكون: شم ولا تدوق». يشارك زملاء محمد الهمّ هذا، «فالأسعار مرتفعة علينا: نحن طلاب الجامعة اللبنانية ولسنا طلاب AUB». أما طالبة العلوم السياسية رنا عيتاني، فتستغرب الإعلان عن وجود أنواع معينة من الطعام مثل البيتزا «وعندما أطلبها يقولون إنها غير موجودة».

كانت هذه الأسباب كافية ليغلق الطلاب باب الكافيتيريا بأجسادهم ويمنعوا الجميع من الدخول إليها الخميس الفائت. لم يكن هذا التحرك وليد لحظة، بل سبقته تحركات قام بها الطلاب العام الماضي إذ أضربوا يوماً كاملاً عن استخدام الكافيتيريا للضغط على مشغّليها. لكن ما الذي يميّز هذا التحرك؟ يجيب فرحات أنّ تحرك هذه السنة «لاقى صدى وتجاوباً كبيرين من الطلاب ولم يكن تحرّكاً ليوم واحد فقط».

ونتيجة الإقفال، حضر مدير عمليات الجامعة اللبنانية في الشركة المشغّلة ABELLA شادي شدياق بنفسه، وتحاور مع الطلاب واستطاع إقناعهم بإعادة فتح الكافيتيريا «بعدما وعدنا بأن يؤمن فرناً لنا»، كما يقول طالب الهندسة المدنية سنة ثانية علي نور الدين. فقد شرح شدياق للطلاب أنّه «لا يمكن التلاعب بأسعار الكافيتيريا لأنّ رئاسة الجامعة وافقت مسبقاً على لائحة الأسعار».

ولكن رغم إعادة فتح الكافيتيريا، لا يزال عدد من الطلاب يقاطعونها. والبقية التي تستخدم الكافيتيريا تطلب طعاماً من الخارج. فبين 11.30 و 12.00 صباحاً يسجّل أحدهم طلبات الطلاب لإحضار الطعام لهم من أحد المطاعم. إذ يؤكد محمد فرحات أنّه ما دام هناك بديل فلن يشتري أحد من الكافيتيريا.

وفيما رفض أغلب موظفي الكافيتيريا الحديث مع «الأخبار» بحجة «نحنا ما خصّنا». يشرح شادي شدياق أنّ من حق الطالب أن يشتكي من الأسعار، لكنّ الشركة قدمت لائحة بها إلى رئاسة الجامعة التي وافقت عليها. ويضيف «وعدتهم بافتتاح فرن: بدّهم مناقيش طازة رح نجبلهم».

لن يكون تحرّك طلاب الهندسة هذا وحيداً، بل إن تأكدهم من أنّ الشركة تكبدت خسائر من المقاطعة جعلهم يخططون لـ«تنسيق اعتصام يضم جميع الكليات وذلك بعد الامتحانات» كما يقول محمد صالح مسؤول مجلس طلاب الفرع. لكنّ شدياق يرفض التحدّث عن الخسائر، ليستدرك قائلاً «مين قلّك إنو في خسائر، ماشي الحال».

كان فراس ناصر الوحيد بين زملائه الذي لم يقاطع الكافيتيريا. بل إنه لا يزال يشتري سندويشه المحبب «جبنة وحبش». بالنسبة إليه «النظافة والترتيب أهم من الأسعار». يستفزّ قوله صديقه فيردّ عليه «والله خواجة»

فراس ناصر لم يقاطع
فراس ناصر لم يقاطع


تعليقات: