إسرائيل ماضية ببناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة (Getty)
قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، إن إسرائيل ستبني "الدولة اليهودية الإسرائيلية" في الضفة الغربية، وذلك في تحدٍ واضح للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سبق أن أعلن مراراً نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطينية.
اقتحام "سانور"
وجاءت تصريحات كاتس خلال اقتحامه برفقة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، موقع "ترسلة" قرب بلدة جبع جنوب جنين، حيث مستوطنة "سانور" التي تمّ إخلاؤها في العام 2005 ضمن خطة الانسحاب من قطاع غزة التي أمر بها يومها رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون.
ووفقاً لبيان صادر عن مكتبه، وصف كاتس الاقتحام بأنه "لحظة تاريخية لصالح الاستيطان" ورد على فصائل المقاومة الفلسطينية، ورسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يدعو إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال: "هذا رد قاطع على المنظمات الإرهابية التي تحاول إيذاءنا وإضعاف قبضتنا على هذه الأرض، وهي أيضاً رسالة واضحة لماكرون وأصدقائه: هم سيعترفون بدولة فلسطينية على الورق، ونحن سنبني الدولة اليهودية الإسرائيلية هنا على الأرض".
وأضاف "سيُرمى هذا الورق في سلّة مهملات التاريخ، والاستيطان في الضفة الغربية سيتعزز وإسرائيل ستنمو وتزدهر. ولا تهددوننا بعقوبات، ولن تجعلونا نركع ولن نطأطئ الرأس بسبب تهديدات".
وأعلن سموتريتش أمس، إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، وقال: "اتخذنا قراراً تاريخياً لتطوير الاستيطان: 22 تجمعاً استيطانياً جديداً في يهودا والسامرة، وتكثيف الاستيطان في شمال السامرة وتعزيز المحور الشرقي لدولة إسرائيل".
وفي وقت سابق اليوم، اعتبر الرئيس الفرنسي خلال زيارته سنغافورة، أن الاعتراف بدولة فلسيطينية ليس "مجرد واجب أخلاقي، بل مطلب سياسي"، معدداً بعض الشروط من أجل القيام بذلك.
ومن المقرر أن يُعقد مؤتمر دولي برئاسة فرنسا والسعودية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في حزيران/يونيو المقبل، بشأن حلّ الدولتين.
وقال دبلوماسي في باريس مطّلع على التحضيرات للمؤتمر، إنّه من المفترض أن يمهّد لاعتراف المزيد من الدول بدولة فلسطينية.
مسيرات استفزازية للمستوطنين
وتزامناً مع اقتحام كاتس وسموتريتش، شارك مئات المستوطنين، اليوم، في مسيرات استفزازية غرب مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، وقرب نابلس، وكذلك في الخليل جنوبي الضفة، وذلك تحت حماية الجيش الإسرائيلي، وفي إمعان بالتصعيد.
يأتي ذلك في ظلّ استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في حملات الدهم والاعتقالات في عدة مدن وبلدات بالضفة المحتلة، مع تواصُل العدوان العسكري على مناطق جنين وطولكرم، ومخيمات اللاجئين، شماليّ الضفة الغربية.
وقال رئيس مجلس بلدي أم صفا غرب رام الله، مروان صباح، إن عشرات المستوطنين تجمعوا على مدخل البلدة المحاذي لشارع عام يسلكه المستوطنون رافعين الأعلام الإسرائيلية، قبل أن ينطلقوا في مسيرة استفزازية.
وذكر صباح أن المسيرة وصلت حتى مستوطنة "حلميش" المقامة على أراضي بلدة "النبي صالح" في رام الله، مشيراً إلى أن قوات إسرائيلية أغلقت الطريق أمام المركبات الفلسطينية لتأمين المسيرة، فيما قام المستوطنون بأعمال عربدة، واستفزازات متكررة ضد الفلسطينيين بالمنطقة.
تعليقات: