عدنان سمور: إذا كان دونالد ترامب نبي فلا شك بأن القرد ربي


عندما سمعت ادعاء ترامب بأنه مرسل من عند الله ، تذكرت حكاية تروى عن سيف الدولة الحمداني ، الذي كان جالساً في ديوانه يتسامر مع الندماء والشعراء والأدباء ، فدخل عليهم مسؤول الحرس وقال " يا أمير المؤمنين ، هناك بدوي يمني في الباب ، مصر أن نسمح له بالدخول عليك الآن وقد أتى من بلاده البعيدة ، ليلقي عليك قصيدة تليق بك ، يشكرك فيها على جهادك المشرِّف وتضحياتك ضد الفرنجة المعتدين على بلادنا ، ولا يريد منك جزاءً ولا شكورا ، فابتسم الحاضرون الذين كان من بينهم أبو الطيب المتنبي ، ووافق سيف الدولة على دخول البدوي الشاعر ، وعندما دخل البدوي الى الديوان وشاهده الحاضرون ، ضحكوا لثيابه الرثَّة ولسمرة بشرته ولشعره الأشعث ، ولاتساخ ملابسه ، لكن سيف الدولة الذي كان يتمتع بفراسة وذكاء حادين وقف للضيف احتراماً ، ورحب به وشكره على تعشمه عناء السفر البعيد ، وأجلسه على يمينه وسأله عن حاله واحواله واهتم به ، الأمر الذي أثار دهشة الحاضرين ، لا سيما أبو الطيب المتنبي الذي استبعد ان يكون هذا البدوي شاعراً يليق بمدح الدولة ، وبعد ان استراح الضيف طلب منه سيف الدولة أن يتفضل بإلقاء قصيدته ، فوقف البدوي وقراء قصيدة عصماء أذهلت الحاضرين وسلبتهم عقولهم ، وراحوا يحدقون بالبدوي بإعجاب وتقدير كبيرين ، وانبرى من بين الحاضرين أبو الطيب المتنبي يريد السخرية من الشاعر المبدع وينتقص من قيمته ، فسأله ما اسمك يا أخا العرب ؟ فأجابه إسمي زيتون ، فابتسم المتنبي وقال :

*سموك زيتون وما انصفوا

ولو انصفوا سموك زعرورا

ففي الزيتون زيت يستضيء به

اما انت فلا زيت ولا نورا*

فغضب البدوي الشاعر ولكنه ظل متماسكاً ونظر الى سيف الدولة فوجده غاضباً من فعل المتنبي ، عندها نظر الى المتنبي وسأل الحاضرين من هو شاعرنا المبدع هذا ؟ فأجابوه "هذا المتنبي اشعر شعراء العرب" فمد يده نحوه وانشد:

أيا لعنة الله صبي

على لحية المتنبي

فإن كنت انت نبي

فلا شك بأن القرد ربي

فضحك الحاضرون على المتنبي الذي تطاول على إنسان شريف وصاحب موهبة حقيقية وصاحب عزة ومروءة .

قد لا تكون هذه القصة حقيقية لكنها تتضمن حكمة تليق بأن تقال لأخرقٍ مثل دونالد ترامب.

تعليقات: