في مبادرة تعكس التزامها بالاستدامة البيئية وتعزيز الروابط مع المجتمع المحلي، نظّمت الكتيبة الهندية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، حملة تشجير واسعة النطاق بمناسبة يوم البيئة العالمي 2025.

وشارك في الفعالية ممثلون عن وزارة الزراعة اللبنانية، ورؤساء بلديات ومخاتير من القرى الجنوبية، إلى جانب عدد من منظمات المجتمع المدني، ومتطوعين من السكان المحليين، وحفظة السلام من مختلف الجنسيات في اليونيفيل. وهدفت المبادرة إلى تعزيز الوعي البيئي، والتأكيد على أهمية حماية الطبيعة، إلى جانب تقوية التعاون بين القوات الدولية والمجتمعات المضيفة.

وشملت الحملة غرس 800 شتلة من الأشجار، من بينها شتلات أرز لبنان، في مواقع تابعة للأمم المتحدة وحدائق القرى الواقعة ضمن نطاق عمل الكتيبة الهندية. وتم توزيع شتلة أرز على كل مشارك، في خطوة رمزية تعكس الالتزام الجماعي ببناء مستقبل أكثر خضرة واستدامة.

ومن أبرز محطات الفعالية، إعادة تأهيل "حديقة الصداقة الهندية-اللبنانية" في بلدة الفرديس، والتي تشكّل رمزاً متجدداً للعلاقات الودية بين البلدين. وقد أُنجزت أعمال التجميل والتشجير بالتعاون بين الكتيبة والبلدية ومتطوعين من أبناء البلدة، ما عكس روح التضامن والعمل المشترك.

وفي تصريح له خلال النشاط، قال الرائد رانجان سينغ بهانوكا، مسؤول الإعلام في الكتيبة الهندية:

"في هذا اليوم البيئي العالمي، نقف بفخر إلى جانب شركائنا في لبنان – من سلطات محلية، ومجتمع مدني، وزملائنا في اليونيفيل. نحن لا نزرع أشجاراً فقط، بل نزرع الأمل لجيل المستقبل. فبيئة صحية تعني سلاماً دائماً، وما نقوم به اليوم هو مساهمة صغيرة نحو غدٍ أكثر انسجاماً واستدامة."

وقد لاقت المبادرة إشادة واسعة من فعاليات محلية، التي اعتبرت الحملة خطوة فاعلة في دعم البيئة وتعزيز التواصل بين الشعوب. كما أضفى حضور حفظة السلام من جنسيات متعددة طابعاً دولياً على الحدث، عبّر عن روح الشراكة والتعاون التي ترعاها الأمم المتحدة.

وتأتي هذه المبادرة في إطار النهج المتكامل الذي تتبعه الكتيبة الهندية ضمن مهامها في جنوب لبنان، حيث تعمل على بناء جسور الثقة، وتعزيز التنمية المحلية، إلى جانب مهماتها الأمنية. وهي بذلك تواصل تجسيد المبادئ الأساسية لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام: السلام، التعاون، والتنمية المستدامة.