في سياق انتهاكاته المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار، واستهدافه المتكرر للمدنيين بذرائع مختلفة، شنّ العدو الإسرائيلي، مساء اليوم، سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت.
في سياق انتهاكاته المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار، واستهدافه المتكرر للمدنيين بذرائع مختلفة، شنّ العدو الإسرائيلي، مساء اليوم، سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وسَبقَ العدوان على الضاحية تهديد وجّهه المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، حدّد فيه ثمانية مبانٍ في مناطق الحدث، حارة حريك، برج البراجنة، والمباني المجاورة لها، داعياً السكان إلى إخلائها والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر.
وزعم المتحدث أنّ جيش العدو رصد، في الأماكن التي استُهدفت، قيام حزب الله بإنتاج آلاف المسيّرات و«بتوسيع صناعة وإنتاج المسيّرات تمهيداً للحرب المقبلة مع إسرائيل».
الجيش اللبناني يكشف على المباني
وأفادت مصادر ميدانية لـ«الأخبار» بأنّ الجيش اللبناني دخل عدداً من المباني المهدّدة، ثمّ انسحب منها قبيل استهدافها.
كذلك، أفادت معلومات قناة «أل بي سي آي» بأنّ الجيش اللبناني، وفور توجيه العدو التهديد، أبلغ واشنطن عزمه على التحرّك الفوري للكشف على المباني التي وردت في التهديد على الضاحية الجنوبية، في محاولة لوقف الاعتداء.
وكشفت القناة أنّ «واشنطن أبلغت إسرائيل بذلك، لكنها أصرت على توجيه الضربة».
وبحسب المعلومات، «توجّهت وحدة عسكرية لبنانية إلى الضاحية، رغم الضربات، وكشفت على مبنى واحد على الأقل وتبيّن أنّه لا يحتوي على أي سلاح».
رئيس الجمهورية: استباحة سافرة لاتفاق دولي
وتعليقاً على الغارات الإسرائيلية، أعرب رئيس الجمهورية، جوزاف عون، عن إدانته الشديدة للعدوان، مؤكداً أنّ «هذه الاستباحة السافرة لاتفاقٍ دولي، كما لبديهيات القوانين والقرارات الأممية والإنسانية، عشية مناسبة دينية مقدسة، إنّما هي الدليل الدامغ على رفض المرتكب لمقتضيات الاستقرار والتسوية والسلام العادل في منطقتنا».
وأضاف عون، في بيان، أنّ العدوان هو بمثابة «رسالة يوجّهها مرتكب هذه الفظاعات، إلى الولايات المتحدة الأميركية وسياساتها ومبادراتها أوّلاً، عبر صندوق بريد بيروت ودماء أبريائها ومدنييها. وهو ما لن يرضخ له لبنان أبداً».
سلام: استهداف ممنهج ومتعمد للبنان
كذلك، أدان رئيس الحكومة، نواف سلام، بشدة «التهديدات والاستهدافات الإسرائيلية المتكررة للبنان، لا سيما في الضاحية الجنوبية لبيروت»، معتبراً أنّها تشكّل «استهدافاً ممنهجاً ومتعمداً لوطننا، ولأمنه، واستقراره، واقتصاده، خصوصاً عشية الأعياد والموسم السياحي».
وأكد سلام، في بيان، أنّ «هذه الاعتداءات تُعدّ انتهاكاً صارخاً لسيادة لبنان ولقرار مجلس الأمن الدولي 1701»، مطالباً المجتمع الدولي «بتحمّل مسؤولياته في ردع إسرائيل عن مواصلة اعتداءاتها، والعمل على إلزامها بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة».
بري: العدوانية الإسرائيلية تستهدف كل لبنان
ورأى رئيس مجلس النواب، نبيه بري، أنّ «العدوانية الإسرائيلية لا تستهدف طائفة أو منطقة بعينها بل كل لبنان واللبنانيين وحتى العرب والمسلمين في أقدس مقدساتهم وشعائرهم الدينية عشية عيد الأضحى المبارك».
وقال: «الموقف حيال الاستباحة الإسرائيلية المتواصلة لسيادة لبنان ولقرارات الشرعية الدولية متطابق ومتبنٍ لموقف رئيس الجمهورية بكل المضامين الوطنية والسيادية».
بلاسخارت: الغارات أثارت الذعر والخوف
بدورها، أشارت المنسقة الخاصة لـ«الأمم المتحدة» في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، إلى أنّ «الغارات التي استهدفت الليلة الضاحية أثارت مجدداً الذعر والخوف، وذلك عشية عيد الأضحى».
وقالت: «نجدد دعوتنا إلى وقف أي أعمال يمكن أن تقوّض تفاهم وقف الأعمال العدائية وتنفيذ القرار 1701»، موضحةً أنّ «الآليات القائمة والأدوات الدبلوماسية متاحة لجميع الأطراف لمعالجة النزاعات أو التهديدات، ولمنع التصعيد غير الضروري والخطير».
وجدّدت بلاسخارات، في بيان، الدعوة «إلى وقف أي أعمال يمكن أن تقوّض تفاهم وقف الأعمال العدائية وتنفيذ القرار 1701»، موضحةً أنّ «الآليات القائمة والأدوات الدبلوماسية متاحة لجميع الأطراف لمعالجة النزاعات أو التهديدات، ولمنع التصعيد غير الضروري والخطير».
وعقب التهديدات الإسرائيلية، شهدت الضاحية الجنوبية حركة نزوح واسعة باتجاه العاصمة، فيما سُمع إطلاق نار كثيف في المنطقة لحثّ المواطنين على المغادرة.
أمّا في الجنوب، فقد أفادت مراسلة «الأخبار» بأنّ العدو الإسرائيلي شنّ غارة جوية استهدفت بلدة عين قانا في إقليم التفاح، وذلك عقب تهديد أطلقه جيش الاحتلال.
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ جيش العدو «وضع منظومات الدفاع الصاروخية في شمال إسرائيل على أهبة الاستعداد تحسباً لأي طارئ»، لافتة إلى أن «سكان الشمال مطالبون بالاستماع إلى تعليمات الجبهة الداخلية».
وأشار إعلام العدو إلى أن الضربة على الضاحية الجنوبية لبيروت ستكون «الأكبر» منذ وقف إطلاق النار.
وصباحاً، شنّ العدو الإسرائيلي غارة على سيارة «رابيد» قرب المدرسة الرسمية في بلدة قلاويه - بنت جبيل، ما أدّى إلى إصابة سائقها.
كما استهدف بالمدفعية أطراف كفرشوبا وأطراف الوزاني الغربية وأطراف يارون.
من جهةٍ أخرى، أعلن الجيش اللبناني أن وحدة عسكرية عثرت على جهاز تجسُّس مموّه ومزوّد بآلة تصوير في خراج بلدة يارون - بنت جبيل، وعملت على تفكيكه.
تعليقات: