مشغلو مواقع القمار غير الشرعية عبر الانترنت معروفون بالأسماء للدولة ولأجهزتها (Getty)
عند الساعة 11 والنصف من صباح الأربعاء، داهمت دورية لجهاز أمن الدولة كازينو لبنان، وأقامت حواجز خارجية ومنعت الموظفين من المغادرة، وطلبت من الزبائن الانتظار خارجاً أو الرحيل. ووسط تكتّم شديد، عمدت إلى التحقيق مع رئيس مجلس إدارة الكازينو رولان خوري، ومساعده الشخصي مدير شؤون الموظفين نسيب أنطون على خلفية شبهات تتعلق بالقمار غير الشرعي عبر الإنترنت. وقد وضع جهاز أمن الدولة يده على البيانات في "كمبيوترات" و"سرفورات الكازينو لُيبنى على الشيء مقتضاه.
مصدر من داخل الكازينو كشف لـ"المدن" أنّ هناك إشارة على ملف المقامرة عبر الإنترنت غير الشرعيّة، ولم يكن هناك من مداهمة بالمعنى الفعلي للكلمة للكازينو. فإدارة الكازينو تتعاون مع أمن الدولة، وتزوّدهم بالمعلومات التي يحتاجونها.
وتجدر الإشارة إلى أنه وبالتزامن مع مداهمة الكازينو، داهمت دورية من جهاز أمن الدولة المقرّ الرئيسي لشركة OMT في الطيونة، في ظل تعمّد إدارة الشركة التعتيم على الأمر. وتفيد المعلومات إلى ارتباط هذه المداهمة بمداهمة كازينو لبنان.
غسالة لتبييض الأموال
مصدر متابع لملفات فساد الكازينو يشير في حديث لـ"المدن" إلى أنّ كازينو لبنان يعدّ غسالة لتبييض أموال لبعض الشخصيات اللبنانية ورجال الأعمال تحت سقف القمار الشرعي عبر الإنترنت.
ويضيف المصدر أن شركة betarabia هي الوحيدة المرّخصة من الكازينو للقمار عبر الإنترنت ويملكها هشام عيتاني، ويتخطى ربحها الصافي 100 مليون دولار سنوياً، يذهب 18 بالمئة من أرباحها للكازينو فقط، و18 بالمئة لخزينة الدولة، فيما الـ64 بالمئة المتبقية لجيب العيتاني.
ويشرح المصدر أن العيتاني يعطي حصة 30 بالمئة من أرباحه للوكلاء الذين يعملون في القمارغير الشرعي عبر الإنترنت. ويفوق ربح هؤلاء الصافي 200 مليون دولار في السوق السوداء. ما يعني أن أكثر من 300 مليون دولار تدخل إلى الكازينو عبر القمار الأونلاين غير مصرّح عنها بالكامل.
وعن ارتباط مداهمة OMT بما يحصل في الكازينو، يقول المصدر نفسه: "رولان خوري وقّع عقداً مع شركة تحويل الأموال التي يملكها النائب السابق أمل أبو زيد، وهي مسؤولة عن "تشريج" أموال للمشتركين في القمار أونلاين، وطبعاً تنال حصّتها من الكعكة، والمداهمة تأتي لتؤكد هذا الارتباط بين الاثنين".
أرباب القمار غير الشرعي
يفترض أن "كازينو لبنان هو المرجعية الوحيدة لألعاب الميسر في لبنان والمواقع الأخرى كلّها غير شرعية"، هكذا سبق وصرّح رولان خوري أكثر من مرّة، معتبراً أنّه من غير الجائز التحقيق مع الشرعي فيما القراصنة ومبيضو الأموال لا يحقّق معهم لا سيما أن الكازينو يخوض حرباً ضد السوق السوداء ومشغّليها. وكرّر أيضاً أنّ "هؤلاء يمارسون التهرّب الضريبي وتبييض الأموال والانتهاكات ويحرمون خزينة الدولة من ملايين الدولارات شهرياً وعلى مرأى من المسؤولين، فالشكاوى التي رفعها الكازينو للقضاء وللأجهزة الأمنية عن مافيا القمار غير الشرعي عبر الإنترنت لم يتعاملوا معها بجدية".
قضية التوقيفات التي حصلت يوم أمس فتحت هذا الملف من جديد. والشبهات تحوم حول مواقع للقمار عبر الإنترنت تصنّف غير شرعية، متفلّتة لكنّها محميّة ولا يبدو أن المساس بها مسموح. والمواقع معروفة، من ضمنها:
Full sky, coma bet, richie games, play 4 bet, terra on bet, vegas games, 7 games, golden sky, golden spin, وغيرها...
أمّا مشغلو هذه المواقع غير الشرعية فتعرفهم الدولة وأجهزتها بدورهم وهم: هادي ناصر، وسام ناصر، يوسف البخاري، رامي عكمان، حسن عكنان، محمد السلو، محمد علي شاهين. إضافة إلى 5 سوريين هم: علاء غصون، انطون مارديني، جعفر داوود، فادي نصير، علي حسن، كانوا من مؤيدي النظام السوري السابق الذين يحاولون توسيع أعمالهم في لبنان.
وبالعودة إلى الوراء، فإن منصب رئيس مجلس إدارة كازينو لبنان يعيّن من قبل رئيس الجمهورية، ورولان خوري عيّنه الرئيس السابق ميشال عون. ويعتقد البعض أن خوري الذي سيستبدل قريباً، مقرّب من الرئيس جوزاف عون. لذا عمد إلى "لفلفة أي ملف فساد أو سرقة في الكازينو من خلال الهروب إلى الأمام وتقديم إخبارات عن قراصنة القمار غير الشرعي عبر الإنترنت في محاولة أخيرة لتلميع صورته".
ويضيف المصدر: "في المحصّلة، جهاز أمن الدولة الذي يقوم بعمله داهم استناداً إلى إخبارات متبادلة، لكن هذه الفوضى عبر الإنترنت في ألعاب الميسر والتي تديرها مافيا لا يزال أبطالها طلقاء تتصرّف على هواها، ولم نرَ حتى الساعة متّهماً واحداً وراء القضبان، فمن سيوقفها؟"
تعليقات: