فتح الانتشار الدولي المكثف جنوب الليطاني والمتمثل بموجود ثلاثة عشر ألف جندي من أكثر من خمس وعشرين دولة عبر العالم المجال واسعاً أمام عدد من الشرائح الاجتماعية في المنطقة، لايجاد فرص عمل ما كانت لتكون لولا هذا التواجد.
فالى جانب اكثر من ألفي وظيفة وفرتها الوحدات الدولية لجميع الفئات اللبنانية وبمختلف الاختصاصات، تفتقت "القريحة" لدى قلة من أبناء جنوب الليطاني لايجاد قطاعات عمل توفر الخدمات لهؤلاء الجنود، من بين هؤلاء الذين أوجدوا لأنفسهم مصدر رزق عبر "اليونيفيل" عُلا العلي (30 عاماً) من بلدة حاريص (غرب بنت جبيل).
وعُلا التي عملت قبل اكثر من ثماني سنوات مع خالها في مصبغة لغسل ملابس الجنود الايرلنديين قبل انسحابهم في العام 2000، بادرت الى الاتصال بقيادة الوحدة الايطالية في تبنين وقدمت طلباً رسمياً تعرض فيه استعدادها للقيام بهذه المهمة مجدداً في حاريص بعدما كانت استحدثت نواة مصبغة، قبل ان تتحول الى مصبغة كاملة خلال الاشهر الماضية.
وقالت عُلا، كان زوجي مسافراً ويعمل بـ500 دولار شهرياً، وبعدما باشرت عملي الجديد أتيت به الى لبنان، وهو اليوم معي نعمل يداً بيد ونؤدي خدمة مأجورة لعناصر الوحدة الايطالية وغيرها من عناصر الوحدات الاخرى الموجودة في المنطقة، معربة عن تقديرها "لليونيفيل" وعناصرها الذين يقدرون تعبنا وجهدنا واتقاننا لعملنا.
أما حسن اسماعيل الذي يعمل الى جانب العلي فقال: بجري العمل بشكل ممتاز وعلاقتنا بالقوات الدولية ممتازة، ولكن هناك من أبناء قومنا يوشون بنا لدى هذه الوحدات الدولية، ولكن حسن ادائنا واتقاننا لعملنا دحض مزاعمهم.
وأشار اسماعيل الى انهم يتلقون يومياً ما بين المئة والمئة وثلاثين كيس ثياب، بمعدل كيس لكل جندي، وذلك من ثلاثة مراكز رئيسية في "تبنين" و"حاريص" و"الناقورة"، ومع مجيء الماليزيين وتمركزهم في "الطيري" زاد الضغط، وزادت ساعات العمل.
وحول نوعية الخدمة وما اذا كانت تلقى استحسان الجنود "الدوليين"، قال اسماعيل: نحن نستخدم أفضل انواع مساحيق الغسيل وانظف المياه، كما اننا نقوم بنشر الغسيل تحت اشعة الشمس حتى يجف، وهو أمر بالطبع لا يحدث في عدد من الدول المشاركة في "اليونيفيل".
وقال: ان أهم عنصر من عناصر نجاحنا هو "الامانة" حيث كثيراً ما نعثر على مبالغ نقدية في الملابس العسكرية أو حتى بطاقات خاصة وساعات ونعيدها في اليوم التالي الى اصحابها في نفس الكيس بعد اعلامهم. وهذا ما زاد من مصداقيتنا لدى الجنود الدوليين. ولفت اسماعيل الى ان الملابس التي يقومون بتنظيفها لا تقتصر على ملابس الجنود الذكور بل تشمل أيضاً ملابس "الجنديات" الدوليات اللواتي ينبهرن بمستوى النظافة والروائح الطيبة لثيابهن لدى تسليمهن إياها.
تعليقات: