أمير قطر لسلام: سندعم لبنان بالطاقة وإعادة الإعمار

سلام: نجحنا بمنع جرّ لبنان إلى الحرب (رئاسة الحكومة)
سلام: نجحنا بمنع جرّ لبنان إلى الحرب (رئاسة الحكومة)


استهلّ رئيس الحكومة اللّبنانيّة نواف سلام زيارته الرسميّة إلى دولة قطر بلقاءٍ مع أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مؤكّدًا "تضامن لبنان مع دولة قطر وإدانته الشديدة للهجوم الإيرانيّ على قاعدة العديد الجويّة، الذي يُعَدّ انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوّي، وللقانون الدوليّ وميثاق الأمم المتّحدة". وشدّد سلام أمام الأمير على "رفض لبنان القاطع لأيّ اعتداء يهدّد أمن وسلامة دولة قطر ويقوِّض أمن واستقرار المنطقة".

من جهته، شدّد الشيخ تميم على "دعم قطر المتواصل للجمهوريّة اللّبنانيّة وشعبها الشقيق نحو تحقيق السّلام والتنمية والازدهار"، شاكرًا لسلام "ما عبّر عنه من تضامن ومشاعر ودّية تجاه دولة قطر وشعبها". وتناول اللقاء العلاقات الثنائيّة وسبل دعمها وتنميتها، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليميّة والدوليّة ذات الاهتمام المشترك. كما رحّب الجانبان بوقف الحرب بين إسرائيل وإيران، مؤكدَيْن أهميّة انعكاس هذا التطوّر إيجابًا على استقرار لبنان وفلسطين ودول الخليج، ولا سيّما بعد الاعتداء الذي تعرّضت له قطر.

مباحثات مع رئيس الوزراء

وتابع سلام جولته بلقاء رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيّة القطري الشيخ محمّد بن عبد الرحمن آل ثاني. وفي مؤتمر صحافيّ مشترك، قال سلام: "لا يسعني إلّا أنّ أشكركم على استقبالكم لنا أنتم وسموّ الأمير، بعد الظروف الدقيقة التي مرّت بها قطر أمس. يسعدنا أنّنا كنّا أوّل من حطّ في الدوحة بعد العدوان، ونجدّد دعمنا لدولة قطر في وجهه. كما نجدّد شكرنا لقطر على دعمها المتواصل للبنان، سواء عبر اللجنة الخماسيّة ودعمها السّياسيّ المستمرّ لأكثر من سنتين، والذي تجلّى في مساعدات متعدّدة، ولا سيّما دعم الجيش اللّبنانيّ، إلى جانب عدد من المشاريع الإنمائيّة".

وأضاف: "اتّفقنا اليوم على الاستمرار في التشاور للتوصّل إلى تفاهمٍ تنفيذيّ حول مساهمة قطر في دعم لبنان في مجال الطاقة، سواء عبر إنشاء محطة لتوليد الكهرباء أو تزويد لبنان بالغاز". وأعرب عن أمله "في أنّ تستقرّ الأوضاع في المنطقة، وأنّ يستأنف الأشقاء القطريون زياراتهم إلى لبنان"، متطلعًا إلى "موسم اصطيافٍ واعد".

وقال سلام إنّه وضع الأمير ورئيس الوزراء في صورة ما أُنْجِز خلال الأشهر الماضية في لبنان "لجهة الإصلاح، مع مشاريع القوانين المقدَّمة، والخطوات الآيلة إلى إعادة تشكيل الإدارة على أسس الشفافيّة والتنافسيّة، والمشاريع المتعلّقة باستقلاليّة القضاء بما يُسهِم في جذب الاستثمارات". وأشار إلى "مسارٍ آخر نعمل عليه، هو بسط سلطة الدولة اللبنانيّة بقواها الذاتيّة على كامل الأراضي اللبنانيّة كما نصّ عليه اتفاق الطائف"، لافتًا إلى أنّه "لا استقرار حقيقيًّا في لبنان ما لم تنسحب إسرائيل بالكامل من الأراضي اللبنانيّة التي لا تزال تحتلّها، والمعروفة بالنقاط الخمس". وذكّر بأنّه طلب مجدّدًا دعم قطر والمجتمع الدولي لتحقيق هذا الهدف.

الملفّات الإقليميّة

وفي ما يتعلّق بالملفّ الإقليمي، أكد سلام أنّ "العدوان الإسرائيلي على إيران يشكّل انتهاكًا لسيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وللقانون الدولي"، معربًا عن سروره "بأنّ الجهود التي بذلتها قطر أسفرت عن وقف العمليات العسكرية"، آملًا "طيّ هذه الصفحة وفتح باب العمل الدبلوماسيّ". وشدّد على أنّ هذا الموقف "لا يعبّر عن لبنان وقطر فحسب، بل هو موقف عربي موحَّد"، مجدِّدًا السعي إلى "شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النوويّة".

وردًّا على سؤال حول عبارة "بسط سلطة الدولة اللّبنانيّة على كامل أراضيها بقواها الذاتيّة"، أوضح سلام أنّها "مقتبسة حرفيًّا من اتفاق الطائف وواردة في البيان الوزاري"، لافتًا إلى أنّ "لبنان يسعى لحشد كلّ ما يمكن حشده من دعم عربيّ ودوليّ لإلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف انتهاكاتها اليوميّة للسيادة اللبنانية". وأضاف: "لقد تمكّنا، بالتعاون الداخلي، خلال الأسبوعين الأخيرين من منع جرّ لبنان إلى حرب جديدة في النزاع الإقليميّ، ونحن نتطلّع اليوم إلى صفحة جديدة من العمل الدبلوماسيّ".

وحول إمكان الضغط القطريّ والتركيّ على إسرائيل، قال: "نحن نحشد القوى السّياسيّة والدبلوماسيّة بدءًا من أشقائنا العرب وصولًا إلى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة الأميركيّة. لدينا اتفاق لوقف العمليات العدائيّة توصّلنا إليه مع إسرائيل في تشرين الثاني الماضي، لكنها لم تلتزم به، وعلينا إلزامها التنفيذ". وجدّد دعوته لزيارة رئيس الوزراء القطريّ لبنان قريبًا، فبادله الأخير بالقول: "وعدني دولة الرئيس بزيارتين: واحدة لطرابلس وأخرى للجنوب"، ليردّ سلام ممازحًا: "هذا تفصيل ما كنت أريد كشفه، ونحن بانتظار دولته قريبًا".

تفاصيل الزيارة والوفد اللّبنانيّ

وكانت قد أفادت وكالة الأنباء القطرية "قنا" بأنّ سموّ الأمير استقبل صباحًا في مكتبه في الديوان الأميريّ الرئيس سلام والوفد المرافق، حيث جدّد سلام "تضامن لبنان مع قطر" وإدانته "العدوان الإيراني على قاعدة العديد"، مؤكدًا "رفض لبنان القاطع لأيّ اعتداء يهدّد أمن وسلامة قطر". كما أعرب عن "بالغ الشكر والتقدير لسموّ الأمير ولدولة قطر حكومةً وشعبًا على مواقفها الداعمة للبنان".

ويضمّ الوفد اللبناني كلًّا من: وزير الثقافة غسان سلامة، وزير الطاقة جو صدي، وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، وزير التنمية الإدارية فادي مكي. وكان في استقبالهم بمطار حمد الدولي وزير المواصلات القطريّ الشيخ محمد بن عبد الله بن محمد آل ثاني.

ملفّ الطاقة والإعمار واللاجئين

من ناحيته، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنّه "بحث مع الرئيس سلام حاجات لبنان من الطاقة وإمكان توفير ما يمكن توفيره"، مشيرًا إلى أنّهما تطرّقا كذلك إلى "جهود إعادة الإعمار وتطوّرات الإقليم"، وإلى أنّ قطر "تدين انتهاكات إسرائيل لسيادة لبنان".

وفي الشأن السّوريّ، تمنى آل ثاني "مستقبلًا أفضل للعلاقات السورية اللبنانية"، مؤكدًا دعم قطر "مسار تعزيز العلاقات بين سوريا ودول المنطقة". كما ناقش الجانبان ملف اللاجئين السوريين، وأبدت الدوحة "استعدادها الكامل لتقديم الدعم والمساعدات اللازمة، بالتعاون مع السلطات السورية".

شكرٌ بحرينيّ

على صعيدٍ منفصل، شكر سلام العاهل البحرينيّ الملك حمد بن عيسى آل خليفة ووليّ العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة على اتّصالهما الهاتفيّ لدى وصوله إلى المنامة بشكلٍ طارئ مساء الإثنين "نتيجة الاعتداء الذي تعرّضت له دولة قطر". وأثنى على "حُسن الاستقبال والضيافة والاهتمام المميّز" اللذَيْن حظي بهما مع الوفد المرافق، مؤكِّدًا "وقوف لبنان بحزم إلى جانب البحرين وكافة دول الخليج العربي في مواجهة أيّ اعتداء على أمنها وسيادتها واستقرارها".

تعليقات: