الحاصباني ـ
أزمة قديمة تتجدد كل عام. مياه الحاصباني ملوّثة بزيبار الزيتون، لكن رئيس بلدية حاصبيا، كامل أبو غيدا، أعلن إيجاد حل لهذه المشكلة، عبر مشروع بدأ بتنفيذه، سيكون جاهزاً لمعالجة الزيبار في الموسم المقبل إذا صدقت الوعود. وأعلن أبو غيدا أن «تكلفة المشروع تبلغ 200 ألف يورو مقدمة من الوكالة الألمانية للتنمية، وستفتح البلدية حساباً خاصاً بالمشروع، تمهيداً لبدء شركة متخصصة في هذا المجال، والبلدية اشترت قطعة أرض مساحتها 12400 متر مربع في موقع زمريا لكونه نقطة وسطية تجمع بين قرى القضاء. والمشروع عبارة عن بحيرة صغيرة يُنقَل زيبار الزيتون إليها ليتبخر تحت أشعة الشمس».
بدوره، أشار الدكتور أمين شميس أن المعاناة قائمة منذ أكثر من 12 عاماً، وتفاقمت أخيراً بسبب خفض مستوى الأمطار، وازدياد عدد المعاصر، وخصوصاً في مدينة حاصبيا، ليصل عددها إلى حوالى 32 معصرة، ما يمثّل خطراً بيئياً حقيقياً، حيث إن مادة الزيبار تدخل المياه بنسبة أسيد مرتفعة.
وأضاف: «ينتج من معاصر حاصبيا وحدها ما مجموعه 8500 طن من الزيبار سنوياً. هذا الرقم في ازدياد سنوي بمعدل 10 في المئة، ما ينعكس سلباً على ثلاث نواحٍ: المياه السطحية وما تحوي من أنواع حياة، وخصوصاً الثروة السمكية إلى جانب المزروعات، التلوث البيئي نتيجة الروائح المنبعثة. والخطر الأهم تلوث المياه الجوفية التي تغذي المنطقة بمياه الشفة، وخصوصاً مدينة حاصبيا. كذلك، فإن الزيبار خطر دائم على الصحة في مياه الحاصباني، ويسبب أمراضاً جلدية للذين يمارسون هواية السباحة صيفاً». وأشار شميس إلى أن المشروع الذي ستموله وكالة التنمية الألمانية، يستند إلى دراسة أعدها مكتب النائب أنور الخليل، وتشارك فيه البلدية، وأمل أن يكون الحل جذرياً إذا ما أحسن التنفيذ».
تجدر الإشارة إلى أن وكالة التنمية الأميركية سبق أن مولت تنفيذ محطة لتكرير زيبار الزيتون في حاصبيا، لكنها توقفت عن العمل منذ نحو عامين (راجع «الأخبار» 25/12/2007)، بسبب سوء التنفيذ والهدر الذي طال كل جوانب المشروع المنفذ من جانب مؤسسة «مرسي كور» والذي لم يراع تأثير الأسيد الموجود في الزيبار على المحطة، ما أدى إلى احتراقها.
تعليقات: