نفّذ أهالي بلدات دير ميماس، برج الملوك، القليعة وجديدة مرجعيون وقفة احتجاجية، بدعوة من بلدياتهم، اعتراضًا على استمرار حرق النفايات في مكب كفرتبنيت، وما ينتج منه من انبعاث للدخان والروائح الكريهة والغازات السامة التي تصل إلى بلداتهم المجاورة، مهدّدة صحتهم وبيئتهم.
واشار رئيس بلدية القليعةحنا ضاهر إلى أن" مشكلة المكب تعود لعشرات السنين"، مطالبًا الدولة اللبنانية باتخاذ إجراءات حازمة لوقف الحرائق المتكررة". وأكد أن "بلدية القليعة كانت قد قدّمت المساعدة سابقًا في طمر النفايات هناك"، مشيرًا إلى أن "المكب سبق أن أُقفل بالشمع الأحمر"، مستغربًا "تكرار الحرائق رغم القرار بالإقفال"، ومعتبرًا ذلك "خللًا يجب الوقوف عنده بجدية".
من جهته، شدد رئيس بلدية دير ميماس سهيل أبو جمرة، على أن "هذه الوقفة تأتي في سياق رفع الصوت لإيصال معاناة الأهالي إلى المعنيين"، مطالبًا "بإجراءات جذرية توقف الأذى الناتج عن المكب".
أما عضو بلدية جديدة مرجعيون بسام لحود، فكشف عن" تواصلهم مع وزارة البيئة"، مشيرًا إلى" وعد بالتحرك"، مؤكدًا في الوقت نفسه أن" التحركات ستتواصل في حال عدم الوصول إلى حل نهائي، والوقفة تأتي كإنذار مبكر لما قد يتحوّل إلى تحرك أوسع ما لم تتحرك الجهات الرسمية سريعًا لمعالجة الكارثة البيئية المتفاقمة".
بدوره، حذر راعي كنيسة سيدة الخلاص في جديدة مرجعيون الأب حنا الخوري" من أن ضرر المكب لا يقتصر على البلدات الأربع فحسب، بل يمتد إلى قرى عديدة مثل الطيبة، العديسة، كفركلا، دبين، وبلاط. وقال: "كما تأذينا من الحرب، نتأذى اليوم من التلوث. تعبنا من الإهمال ونأمل أن تتحمّل كل بلدية مسؤولية نفاياتها دون أن تؤذي غيرها".
مكتب البيئة في "القوات": لإحالة حريق مكب كفرتبنيت إلى وزيرة البيئة ومحاسبة المقصرين
أعلن مكتب البيئة في حزب "القوات اللبنانية", في بيان، انه يتابع "بقلق شديد الكارثة البيئية والصحية المتجددة الناتجة عن حريق مكب كفرتبنيت، حيث يتواصل لليوم الرابع على التوالي، نشر الدخان الكثيف والروائح السامة والغازات المسببة للاختناق، ما يهدد صحة الأهالي في القليعة وجديدة مرجعيون والقرى المجاورة وسلامة بيئة المنطقة".
ولفت الى ان "استمرار هذه الكارثة منذ ما قبل الحرب اللبنانية حتى اليوم، في ظل غياب أي معالجة علمية وحلول مستدامة، يعكس استهتارًا خطيرًا بصحة المواطنين وحقوقهم الأساسية، ويشكّل جريمة بيئية موصوفة بحق أهلنا وبيئتنا".
وقال:"نذكّر أن حرق النفايات في الهواء الطلق، يؤدي إلى انبعاث مواد سامة شديدة مثل الديوكسين والفوران (Dioxins and Furans)، وهي مركبات مصنفة ضمن الملوثات العضوية الثابتة (Persistent Organic Pollutants - POPs) بحسب اتفاقية ستوكهولم، نظرًا لقدرتها العالية على التراكم في السلسلة الغذائية وبقائها لفترات طويلة في البيئة، وخطورتها على الصحة العامة بما في ذلك زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان، واضطرابات الغدد الصماء والجهاز المناعي، والتأثيرات العصبية والتنفسية الخطرة".
تابع:"من المؤسف أن الطرق المضرة للتخلص من النفايات تُستعمل في العديد من المناطق اللبنانية، ضاربة عرض الحائط القانون وصحة الإنسان والبيئة، في ظل غياب أي رقابة أو محاسبة فعلية للمخالفين".
وطالب ب"إحالة الموضوع إلى وزيرة البيئة تمارا الزين اليوم، مع متابعة مباشرة معها ، وصولا إلى التحرك الفوري واتخاذ الإجراءات السريعة لإخماد النيران وإنهاء هذه المهزلة المميتة، وممارسة أقصى درجات الضغط السياسي والشعبي والقانوني لمحاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال المزمن ومنع تكراره".
وقال:""نعلن تأييدنا الكامل ودعمنا للدعوة الصادرة عن بلديتي القليعة وجديدة مرجعيون للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية اليوم، عند الحادية عشرة قبل الظهر، بالقرب من محطة مرقص – مفرق دير ميماس بعنوان:"لا لحرق النفايات... لا للسموم في هوائنا!، وندعو أهلنا وجميع المعنيين بالشأن البيئي والصحي، الى المشاركة الواسعة في هذه الوقفة دفاعًا عن صحة الناس وكرامتهم وبيئة منطقتنا".
ختم:"إن صحة الناس خط أحمر، لن نقبل بالمساس بها بعد اليوم، وسنتابع الملف حتى آخر نفس لتحقيق إخماد النيران، ووضع حل مستدام لهذا المكب، ومحاسبة المقصرين والمعرقلين مهما علا شأنهم".
تعليقات: