الكاتب راشد خضر كمال شاتيلا: الطريق إلى لبنان المستقر والمزدهر يبدأ من إيماننا العميق بأن وحدتنا هي مصدر قوتنا
تُعد الوحدة الوطنية في لبنان إحدى الركائز الأساسية لبقاء الوطن واستقراره، وهي ليست مجرد شعار يُرفع في الأزمات، بل جوهرٌ يعكس إرادة العيش المشترك بين أبناء شعب متنوع الانتماءات والطوائف، يجمعهم الانتماء إلى وطنٍ واحد.
لقد أثبت التاريخ أن تماسك اللبنانيين في وجه المحن هو السبيل الوحيد لعبور الأزمات. فالاختلاف في الرأي أو الهوية لا يجب أن يكون مصدر خلاف، بل عنصر غنى عندما يُصاغ ضمن إطار وطني جامع. فالوحدة الوطنية هي التي تصنع التوازن وتحول دون الانزلاق إلى الفتنة والانقسام.
وتزداد الحاجة إلى هذه الوحدة في ظل التحديات الإقليمية والاعتداءات المتكررة على لبنان، خاصة من قبل العدو الصهيوني. في مثل هذه اللحظات، يصبح التلاحم الوطني ضرورة وجودية، لا خيارًا سياسيًا. فالخلافات الداخلية، مهما كبرت، لا يجب أن تعلو فوق مصلحة الوطن، ولا أن تُستغل لتبرير التخاذل أو التفكك.
في هذا السياق، تبرز إعادة الإعمار كأحد أوجه الوحدة الوطنية، وكواجب وطني لا يمكن تأجيله. إن ما دمرته الاعتداءات الإسرائيلية، من منازل وبنى تحتية ومؤسسات، لا يُعاد ترميمه بالحجارة وحدها، بل بالإرادة الجماعية والتكاتف الشعبي والرسمي. فالإعمار ليس مهمة تقنية فقط، بل رسالة وفاء لأهل الأرض، ودعامة أساسية لبناء مستقبل أكثر عدلًا وأمانًا.
فلبنان، بتاريخه وموقعه وتنوعه، يستحق أن يكون نموذجًا لوطن يجمع ولا يُفرّق، يبني ولا يهدم، يحتضن كل أبنائه دون تمييز.
إن الطريق إلى لبنان المستقر والمزدهر يبدأ من هنا: من إيماننا العميق بأن وحدتنا هي مصدر قوتنا، وأن لا بناء دون تفاهم، ولا سلام دون شراكة، ولا مستقبل دون وطن يحتضن الجميع بعدل ومساواة.
راشد شاتيلا
تعليقات: