في مشهد يعكس المفارقات العجيبة في بلدنا، تطلب حكومتنا الرشيدة من وزيري الداخلية والعدل توقيف المشاركين في الاستعراضات المسلحة في شوارع بيروت، بينما تختبئ في الوقت نفسه خلف إصبعها تجاه الاعتداءات الإسرائيلية اليومية التي لا تتوقف، والتي تُنفَّذ على مدار الساعة.
وبعد التدقيق، تبيّن أن الأسلحة التي ظهرت في الصور جُلبت من المتاحف، أي أنها مجرد أسلحة للعرض، لا تستحق كل هذه الضجة المفتعلة.
أليس من الأجدر بالحكومة أن تطلب من وزير الدفاع الرد على أكثر من 3750 اعتداءإسرائيلي، أدّت إلى استشهاد أكثر من 200 مدني وجرح ما يزيد على 450 آخرين؟
وأليس من الأولى أن يلتفت وزير الداخلية إلى بسط سيادة الدولة، ولو على مطار بيروت الدولي ومطار حالات على الأقل، بدل الانشغال بملاحقة شباب يستعرضون بأسلحة أشبه بألعاب الأطفال في الأعياد؟
أما وزير الخارجية، فكان الأولى به تقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة، بدلاً من التفرّج.
ووزير العدل، أليس من واجبه توقيف سارقي أموال المودعين الذين دمّروا ثقة الناس بمصارفهم ومستقبلهم، بدل ملاحقة هؤلاء الشبان؟
إن ما نشهده اليوم يذكرنا بالمثل الشعبي البليغ: "ما فينا للبقرة بنطُح العجلة!"
هكذا تبدو حكومتنا الرشيدة، بارعة في قراراتها "السديدة"... على الورق فقط!
الحاج صبحي القاعوري
تعليقات: