سفير بلجيكا ووفد من وزارة الخارجية في زيارة لـ عامل في الشياح والحارة


دعم مستمر للكرامة الإنسانية في وجه الأزمات

مهنا: لبنان في هذه المرحلة يحتاج دعم أشقائه وأصدقائه واستعادة دوره

زار سفير مملكة بلجيكا في لبنان السيد آرنو باولز مع وفد من وزارة الخارجية البلجيكية يضم مسؤول الشرق الأوسط وافريقيا السفير فرانسوا كورني دي إلزيوس، والسفيرة بريجيت ستيفنز مديرة العلاقات الدولية في الخارجية، بالإضافة إلى القائم بالأعمال في السفارة بيار لويس رينار، و الملحق في السفارة أولالي، مركزَي مؤسسة عامل الدولية في الشياح (مركز بشار مهنا ومسلم عقيل) وحارة حريك، استقبلهم رئيس المؤسسة الدكتور كامل مهنا، والدكتورة زينة مهنا، عضو الهيئة الإدارية، والسيدة ماريون فابر، مديرة برنامج الصحة، والسيدة هدى خاتون، مسؤولة برنامج تمكين الشباب، والكادر المشرف على المركزين.

هدفت هذه الزيارة إلى تفقد المركزين اللذين تضرّرا جراء القصف خلال الحرب الأخيرة على لبنان، لا سيما مركز الشياح الاجتماعي التنموي الواقع بالقرب من مبانٍ استُهدفت مباشرة. ويُعد هذان المركزان من أبرز المساحات الآمنة التي تنفذ فيها مؤسسة عامل برامج تمكين لآلاف المستفيدين بالشراكة مع عدد من الهيئات، وفي المقدمة بلجيكا.

استهلّ الوفد جولته في مركز "الشهيد بشار مهنا ومسلم عقيل – الشياح" الذي شهد مؤخراً أعمال تأهيل للأضرار الكبيرة التي حلّت به وقت الحرب، واستعاد نشاطه الذي يشمل "مدرسة عامل لتمكين العاملات والعمال المهاجرين"، وبرامج دعم وتمكين الشباب، إلى جانب تقديم دورات وجلسات دعم نفسي واجتماعي للنساء والفتيات. وخلال الجولة، تحدث فريق المركز عن تجربتهم بروح معنوية عالية، مؤكدين إيمانهم المتجدد بدور مؤسسة عامل في الدفاع عن كرامة الإنسان وحقوقه، خصوصاً في أوقات الأزمات. كما عرض الفريق أبرز التحديات التي تواجه المجتمع المحلي، وازدياد الحاجات الاجتماعية والصحية في ظل الأوضاع الحالية.

أما المحطة الثانية، فكانت في مركز حارة حريك الصحي الاجتماعي التنموي، المؤلف من أربعة طوابق، والذي يوفر برامج دعم لنحو عشرات الآلاف سنويًا، في مجالات الرعاية الصحية الأولية، التمكين المهني، التوعية، الحماية، التدريب والتعليم. واطّلع الوفد على سير العمل في أقسام المركز، وناقش مع الفريق أوضاع البرامج والإقبال المتزايد عليها، مؤكدين أن الأزمات، لا سيما في زمن الحرب، تُضاعف من حاجات الفئات المهمشة، ما يستدعي الاستمرار بالإسناد مهما كانت الظروف.

كما جال الوفد في صفوف التعليم والتمكين داخل المركز، حيث التقى بعدد من الأطفال والمشاركين في الأنشطة المختلفة، واستمعوا إلى أحلامهم وآمالهم وتطلعاتهم لمستقبل أفضل. وقد عبّر الأطفال والشباب عن أفكارهم بحرية، وتحدثوا عن أهمية هذه المساحات الآمنة والداعمة التي تتيح لهم التعلم والتطور رغم التحديات.

ولقد رحب الدكتور كامل مهنا بالوفد البلجيكي، مثمّناً مواقف بلجيكا التضامنية ووقوفها إلى جانب الشعب اللبناني، ودعمها للبرامج الإنسانية التي تمسّ حاجات الناس الأساسية. وقال: "إن تحقيق العدالة للناس ليس عملاً فردياً، بل هو مشروع جماعي يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف حول العالم. ومؤسسة عامل الدولية، في زمن تُهان فيه الاتفاقيات الدولية وتُمارس ازدواجية المعايير، تزداد التزاماً بواجباتها تجاه الناس وكرامتهم."

وتابع قائلاً: "إن السقوط الأخلاقي لكثير من الدول والفاعلين الدوليين يزيد من عزيمتنا على النضال من أجل إنسان حر من التبعية والاضطهاد. وما يجري في غزة هو تهديد للإنسانية جمعاء ونموذج صارخ عن تهديد القانون الدولي، وهو ما يجب أن نمنعه جميعاً."

وختم بالقول: "إن مؤسسة عامل، التي يقودها أكثر من 2300 متفرغ ومتطوع في مختلف المناطق اللبنانية، عبر 40 مركزاً و24 عيادة نقالة، وبرامج تنموية وحقوقية متعددة، ليست سوى نموذج مصغّر عن لبنان الذي نحلم به – لبنان الذي يصنع المعجزات بأقل الإمكانات المتاحة، لبنان الذي لا يتخلى عن دوره الريادي كمنارة للشرق والإنسانية."

من جهتها، عبّرت ممثلة وزارة الخارجية البلجيكية السفيرة بريجيت استيفانس عن تقدير بلادها لنهج مؤسسة عامل وفكرها القائم على المساواة، العدالة، واحترام الكرامة الإنسانية، مشيدة بالتزامها الثابت بمهامها حتى في أصعب الظروف، ومؤكدة أن بلجيكا كانت وستبقى إلى جانب من يؤمن بحقوق الإنسان ويسعى إلى بناء عالم أفضل.

ولقد أشاد السفير البلجيكي السيد آرنو بول بالجهود التي تبذلها عامل في معظم المناطق اللبنانية، خصوصاً خلال الأزمات الصعبة، كالتي مرت على لبنان مؤخراً، فوجودها في المناطقف الشعبية، والنموذج الريادي الذي تقدمه في الالتزام بالإنسان، ونوعية الكادر البشري المميز والملتزم والكفؤ، انجاز كبير. حتى أننا نحب أن يكون في بلادنا هذه النوعية من المراكز التي يتوفر فيها الكادر البشري المميز والتجهيزات الحديثة والمتطورة، والبرامج التنموية التي تعمل لتمكين الإنسان، بمعزل عن خياراته.







تعليقات: